جواب الشيخ فركوس حفظه الله على مقولة [#لا_نسمع_إلا_للشيخ_فركوس_فقط]

#جديد_مجالس_العلم_القبية
:diamonds:جواب الشيخ فركوس حفظه الله على مقولة [#لا_نسمع_إلا_للشيخ_فركوس_فقط]
#السؤال:
لقد ظهرت فئة من #الواضحين_يطعنون_في_طلبة_العلم و يقولون لا نسمع إلا للشيخ فقط... نريد توجيها للإخوة الواضحين ونصيحة لهذه الفئة؟
#الجواب:
تكلمنا عنها وقلنا هذه مجموعة لا تمثل طلبة العلم لكن غالبهم من العوام آثروا على أن يأخذوا موقفا، ودفعهم ذلك خشية -في نظرهم- تحلحل أو حلحلة الوضع الدعوي بما يموج فيه من فتن أن يغتنم بعض طلبة العلم موجة الحلحلة ليتصدروا ويكونوا خلفا -إن شئت- لمن ذهبوا أو سقطوا فخافوا من هذه الأمور، فتجدهم يتربصون بكل واحد يريد أن يقفزعلى الدعوة ويَشُدّ بالغصن القويم
لكن أقول: هذه الأمور في أذهانهم-قد تكون واقعا في بعض الحالات- لأن الدعوة إلى الله تعالى مُمَحَّصَة والساحة الدعوية مغربَلة ليست سهلة حتى يأتي أحد ويقفز فيجد نفسه… يستحيل، لأن الناس ستجربهم وستسألهم، وهذه الغربلة لا تتركهم إلا إذا كانوا متمكنين في العلم؛ مسكوا بناصية العلم وتأدبوا وتخلقوا بأخلاق الإسلام خلقا وأدبا وسيرة ومسلكا، وكان لهم شوط في الدعوة ودون القفز على المراحل لكن شيئا فشيئا، وليست بغيتهم -كما ذكرت- الوصول إلى مناصب بقدر أن تكون بغيتهم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، يحب لأخيه ما تعلم، يريد أن ينقله للغير ليس إلا، يريد دعوته وتصحيح مساره، يريد تصحيح أخطائه، يريد أن يكون عضوا صالحا في المجتمع، هذه غايتهم، هذه غاية الأنبياء والرسل الذين كانت غايتهم إخراج الناس من ظلمات الجهل والكفر والظلام إلى النور والهداية والطريق المستقيم
هذا هو الداعية، يكون بهذا المعنى، أما أن يبتغي (مناصب) الأمر والنهي سرعان ما يسقط ولو دامت لسنوات، يأتي وقت ويذهب إذا كان لأمور دنيوية، يأتي وقت ويظهر كما يظهر ضعفه من الجانب العلمي، أو أخلاقه نفس الشيء، أومسلكه من حيث مواقفه مع الدين، وهذا أهم شيء، المواقف الثابتة، لأنها تكون مؤسسة على الحكم الشرعي فيكون ثابتا وصابرا فيها، هذه المواقف هي المحك أو الخضخضة أو الحلحلة -سمها ما شئت- التي يظهر فيها الصادق من غيره ويذوب فيها من يذوب ( ويبقى من يبقى )
إذن هؤلاء لا يزيد الإنسان يبذل جهدا معهم ويبحث عنهم، لما تراهم تجدهم عواما، هكذا سمعت بهؤلاء، ولكن لم أسمع أن طالب علم هو الذي يصول بهم ويجول، سمعنا فترة فلان وفلان وأنكر هو وقال لست أنا، هؤلاء سرعان ما… ، اثنان أو ثلاثة والآخرون نفس الشيء هم لا يمثلونها، العامي لا يمثل دعوة ولا يمثل توجيها، وبالتالي مواقفهم هذه ليس لها تأثير ولا ينبغي علينا أن نعطيهم أكثر من حجمهم، لأنه لما تعطيهم كما يقولون العناية بهم ترفعهم اتركهم في كذا
إذا كان الإنسان يعرف أن الأشخاص الذين يُـتكَلم فيهم بيّن أنهم أخطأوا في ذلك، وأن مسيرة هؤلاء الطلبة طويلة وقبل المراحل التصعفقية هذه ومرحلة الصعافقة هذه كانوا معروفين كأئمة وموجهين بقوا على ما هم عليه لمَ يتهم هؤلاء؟ إن لم يكن طلبة علم ويرتقون في مدارج العلم والكمال لمّا يذهبون من يخلفهم؟ لا يزال الناس يخلف بعضهم بعضا { وفوق كل ذي علم عليم }، لِمَ تكوّن الطلبة؟ ليكونوا القادة الذين يوجهون الناس لترك الحرام وفعل الحلال لمعرفة الحلال والحرام والعقائد الصحيحة، من يفعل هذا؟ يترك الناس هكذا!
هذه في كل الصنائع هكذا، النجار مثلا يلزم أن يأتوه ويتعلمون عنده، هو يعمل والذين يتعلمون يأخذون الصنعة ويعملون بها في مناطق أخرى، فإن أعجبتك صنعة المعلم خذ منه، وإن أعجبتك صنعة التلميذ أو أعجبك رخصها اذهب إليه، سواء نِجارة أو حِدادة، لكن سيصبح التلميذ معلما في كل الميادين وإلا سنعطل العلوم والحكمة كلها تتعطل لأنه كلما يخطئ الإنسان ويفعل شيء يهمشونه أو يزهدون فيه ماذا يجري بعد ذلك؟ تكون ... ولا يبقى…
أنت ترى كم يتخرّج في الجامعات هنا في الجزائر العاصمة ويوجد جامعة وهران وجامعة باتنة، كل عام يتخرجون أين هم؟ أتكلم عن السلفيين، بغض النظر يتخرجون من السعودية من مكة وأبها والقصيم والرياض والذين في سوريا لما يأتون هنا لا يوجد نشاط، لِمَ؟ لأسباب عديدة ومن بينها الخوف من مستقبله، يدرس السنوات ويحصِّل شهادة ولما يجلس جلسة يخطئ فيها يقولون لا نسمع له لأنه أخطأ في هذه فيخاف ويقول أجلس هكذا أحسن، ويقفون جميعا في المدرجات ويرون (ويقولون) لو فعل هكذا في الساحة، هم لا يفعلون، يخافون أو ليس لهم أهلية يتركون ناسا آخرين يعملون
الاثنين 27 المحرم 1445هـ
منقول
الموافق لـ: 14 أوت 2023