عمن نأخذ العلم وقد ظهر دعاة أو طلبة علم متشبثون بمنهج التمييع والتساهل مع المبتدعة والإخوان وغيرهم

مجلس الشيخ فركوس حفظه الله صبيحة يوم السبت 11 ربيع الأول 1446 الموافق 14 سبتمبر 2024
السؤال:
شيخنا عندي إشكال حول عمن نأخذ العلم وأنه ظهر دعاة أو طلبة علم شيخنا متشبثون بمنهج التمييع والتساهل مع المبتدعة والإخوان وغيرهم فإن لم يكونوا يروا بأفكارهم فتجدهم يجالسونهم ويعقدون معهم الحلقات وهم كثر والله المستعان ولعل منهم من يدعي السلفية فهل هؤلاء يلحقون بهم بعد النصح إبتداءً وهل يأخذ منهم العلم لخيريتهم في العلم والعمل والأخلاق وكيف أن تكون وسطا في هذا الباب ولو تذكر لنا أي الدرجات للخطأ التي تبلغ أن يصح ترك الدراسة عند المعلم وكيف أن لا تكون حداديا ولا مميعا في هذا الباب نعوذ بالله من كل ذلك جزاك الله عنا خير الجزاء شيخنا.

الجواب:
1- الدراسة عند هؤلاء الأشخاص تختلف باختلاف إن كانت نظامية في الجامعة أو غير نظامية فغالبا غرض الطالب في الجامعة الوصول إلى تحقيق ونيل الشهادة لكن لابد له أن يمر على هؤلاء سواء عندهم رصيد علمي أو ليست عندهم أم كانوا ذكورا أو إناثا.. لكي يصل لهذا لأن الجامعات هكذا والثانويات وغيرهم، لكي تمر يجب كذا وفي هذا الباب الحديث الذي قال فيه رسول الله ﷺ: إذا عُمِلتِ الخطيئةُ في الأرضِ؛ كان من شهِدَها فكرِهَها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيَها كان كمن شهِدَها.
ممكن الانسان يكون في حالة ما يستطيع أن يترك مثلا اذا غاب ثلاث مرات وليس له مبرر يوقفونه عن الامتحان... فهنا يحاول أن يقوم بالضوابط الشرعية ولكن نحن لا نتكلم عن هذه المسألة نتكلم أنه ملزم بالمرور على هؤلاء بغض النظر عن توجهاتهم ورصيدهم ومنزلتهم قد تجد في الجامعة من له توجه إخواني أو صوفي وله قدرات في اللغة ويدرس... ويوجد من ليس له إمكانيات الأهم لديه أن يأخذ مكانا وله منصب مالي ويدرس ويملي فقط كأننا ليس في الجامعة كأننا في الابتدائي أو الإعدادي و غيره هذه صورة واحدة..

2- أنت تتكلم عن الصورة الغير نظامية
الأستاذ إن شئت أو المعلم تأخد عنه أمرين العلم والسمت.. الأخلاق الحسنة وتنظر له في معاملته مع التلاميذ ومعاملته مع الناس..
وأظن أنك سألتني هذا السؤال من قبل فضربت لك مثالا لطفل ضرب سيارة في الطريق فلما سألته لم فعلت ذلك قال لي أنه قلد معلمه!
الأستاذ لا يحمل علما فقط بل يحمل رسالة فحوها الموروث النبوي قال ﷺ: "العلماء ورثة الأنبياء".
العلم الشرعي يحمل الأخلاق التي نوه بها الإسلام ودعا إليها ويحمل الناس على معرفة أصل التعامل مع الناس ولا يأخذ العلم فقط وإذا تجد شيخه صوفيا في أثناء العبارات يدخل أفكار صوفية تارة يتكلم عن الوهابية أو المنهج الباطل لا يوجد لهم أخلاق وكذا وكذا ويمدح لك الصوفية لكن لا تأتي هذه مباشرة أثناء الإلقاء حتى يكرس فيك الأفكار الصوفية. وهكذا يفعلون الشيعة حاليا يستقطبون الناس محاضرات هنا.. بعدها يعطوهم يدرسون في قم وفي جامعات في إيران ويعطوهم منح وثم يأتون هنا دعات للشيعة.. وأنت تذهب تدرس عنده حتى لو كان عالما في اللغة أو الأصول لا يكتفي بالعلم يعطيك ما عنده ويدعوك إلى كذا ويعطيك تزكية لتدرس في إيران ولتصبح مثله أو أشد منه والإنسان يحذر من هؤلاء..
تجد غالب الذين درسو في بعض البلدان قبل أن يأخذ علم القراءات من مشايخ يدرس في مسجد فيه قبر وشيخه متكئ على القبر ومتكئ على قبر للصالحين في نظرهم ويجعلك تركع ركعتين والقبر في اتجاهك.. بعدها يقرأ عليه القراءات لكي تأخذ ذلك العلم.. بعدها مع مرور الوقت يصبح لك عاديا! تصلي في مسجد فيه قبر بعد ما كان عندك لا يجوز وشيخك هو كذا ويتكلم معك أن الصوفية الحق وأنت لا ترد! لأنه إن ترد لعله لا يعطيك العلم
فإذا أخدت العلم تأخذ جملة من الأفكار..
تحصيل العلم عنده ليس مجانا يترك فيك الأثر غير الطيب..
وكذلك في الجامعات الغربية الطلبة الذين درسو أيام النظام الاشتراكي.. حصلوا علوما دنيوية لكنهم عادوا بلون أحمر ونظرة شيوعية ونفس الشيء الذين درسوا في بعض الدول آنذاك بعد ما عادوا يحكمون يصبحون لهم نظرة مثلهم... لم؟ لأنهم يغذونهم بالأفكار في تلك الجامعات.. لو كان خيرا نعم ليس هناك مشكل لكن أن تغذيهم بأفكار باطلة وتبدل الدين وتغير معالمه وتحارب علماءه وتفعل كذا وكذا هذا ليس مقبولا والذين درسوا في فرنسا وكذا لازالت لديهم بيوت هناك ويكلمك بلغتهم فينطبعون بطابعهم ويتحركون بحركاتهم ويحبونهم ويبقون مرتبطين بهم..
هؤلاء يوم من دهر يربطون المجتمع بالبلد الذي كانو فيه ولهذا تسعى هذه الدول أن ترفع لمن له هذا الفكر وهذا التوجه...
.../....../...
فنحن نتكلم في الميدان الإجتماعي. والصراع في الساحة بمختلف الأفكار وبطرقهم مذاهبهم.. وتجد السلفي في وسط كل هذا يقول لك هل أدرس عند هذا وهذا.. إن وجد سلفي فبها ونعمت وإن لم يجد فليدرس عن بعد لأن عن قرب يتأثر ويجلس مع ناس متأثرين وإن كان في وسطهم وليست لديه شخصية للتأثير فيؤثرون فيه.
الإنسان يخاف في هذا المجتمع. ولهذا لما سئل الشيخ الألباني عن الذي يدخل البرلمان وهو صالح وأراد أن يغير قال هو الذي يتغير! والشيخ ربيع قال هذا كذلك! لأن في هذا لا تقدر أن تغير الدساتير التي هي موجودة وتعترض عن فلان وفلان ويعترضون عليك ويكون لك أصحابك في البرلمان وتقنن وتشرع من دون الله وتتخد معك البرلمانيين والبرلمانيات وتصبح واحد منهم مع الزمن فالإنسان دينه هو عصمة أمره فإن فقده لم يبق له ولا شيء.. فليحافظ على دينه ولو أن يهرب ويعتزل خير له من أن يذهب للمناصب عليا ويفقد دينه الذي يبقى معه في قبره ويحاسب على كل تلك الأمور فإذا فقده ماذا يبقى له؟!

3- النظرة هذه يجب أن تتحقق في الأشخاص فنظرتهم ليست في المنهج وليست نظرتهم مآلية كذلك..
لعله يجلس معك لمصالح أو أشرب بنفس النظر على الآخرين لعلهم ينتقدون بعض تصرفات السلفيين بالمتشددين بعدها يصبحون متساهلين فيميعوا الأمور بين التشديد والتمييع (أي التسهيل) وحالات تحتاج الى جفاء ليس جفاء أصلي وحالات تحتاج إلى شدة وهكذا.. وسط.. وسطية في كل شيء لا إفراط ولا تفريط.
يوم خرجوا الخوارج خرج بعدهم المرجئة، غلو قابله غلو من جهة أخرى.. من الجفاء إلى التمييع فجاؤونا بإيمان جديد.. تفعل المعاصي ويبقى لك إيمان أبي بكر رضي الله عنه وو!! وكان على رأسهم البقلاني وهو مالكي المذهب.. يعني هذا يقابل هذا.
تجد في المجتمع عندنا تصبه في الفتنة والصراع في أن يبحث عن الحق ويقف معه يقول أنا أعتزل فيذهب لطائفة أخرى غاية في السوء ويمشي معهم وينطبع بطابعهم ويميع.. وهذا الذي نلاحظه والكلام فيه طويل وعريض..
فأنا اقول إذا وجد من يأخذ العلم وإذا شك في أناس أو ليس لهم مواقف هم وليست لديهم مواقف وأقرب إلى التمييع من الصلابة وعنده علم لكن لا ينفعه.. يدرس التوحيد بعده يفعل الشرك! يتكلم بالسنة ولا ينكر البدع! هؤلاء لم ينتفعوا بعلمهم..
(بعدها الشيخ ذكر أمثلة عن معلمين قديما) حيث تجده لا يأخذ بالآيات والأحاديث والنص الشرعي فإذا نوصح يحتج بأنها سنة.. وبما أنها سنة نرجوا منك أن تفعلها بما أنك قدوة لغيرك في ذلك المقام.
لا يوجد صدق فأنت تدور في حلقة مفرغة فإن أخذت منه تتكلم مثله. بعدها لعلك تحلق اللحية. فإذا نصحت تقول هكذا قال الشيخ! الشيخ يخطأ.. وإن كان ليس على المنهج السليم تخشى أن تضيع نفسك.. تأخذ العلم والأخلاق الفاضلة أو المزيفة أو البعيدة عما يدعو إليه الإسلام وغيره... هذا غيض من فيض ولكي ندخل في هذه التفاصيل نحتاج إلى نفس طويل...