منتديات بسكرة السلفية
الى الاعضاء الجدد والراغبين في التسجيل لسلام عليك نعلن لزوارنا الكرام والاعضاءالجددأن قانون التسجيل بالنسبة للأسم يكون بالغة العربية="" ويكون="" على النح التالي أذ كان من الجزائر مثال أبوعبدالله="" كمال="" البسكري="" وأن خارجأبوعبد="" الله="" اليمني ونحث الاعضاءأثراء المنتدى بالمواضيع المهمةالسلام>

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات بسكرة السلفية
الى الاعضاء الجدد والراغبين في التسجيل لسلام عليك نعلن لزوارنا الكرام والاعضاءالجددأن قانون التسجيل بالنسبة للأسم يكون بالغة العربية="" ويكون="" على النح التالي أذ كان من الجزائر مثال أبوعبدالله="" كمال="" البسكري="" وأن خارجأبوعبد="" الله="" اليمني ونحث الاعضاءأثراء المنتدى بالمواضيع المهمةالسلام>
منتديات بسكرة السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» #جديد دفاع الشيخ فركوس. _ حفظه الله _ عن أبي سهل نور الدين يطو _ سلمه الله-
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالجمعة 15 ديسمبر 2023, 20:04 من طرف بسكرة السلفية

» تفصيل ماتع من الشيخ #فركوس في بيان مدى صحة قاعدة ( النهي في باب الآداب يفيد الكراهة )
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالسبت 26 أغسطس 2023, 19:12 من طرف لطفي براهمي

» شيخ الصعافقة الجدد عماد رفعت الذي يستغل فرصة شهرته الأخيرة على حساب طعوناته الفاجرة في عالم بلدنا الشيخ محمد بن علي فركوس- حفظه الله-، في تسويقه لكتبه!
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالجمعة 25 أغسطس 2023, 22:57 من طرف بسكرة السلفية

» الدَّلِيلُ المُغْنِيُّ فِي جَوَازِ الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ عَلَى وُلاَّةِ الأُمُورِ بِضَوَابِطِهِ، كما جاءَ في فتاوى فضِيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالىٰ
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالأحد 20 أغسطس 2023, 17:59 من طرف بسكرة السلفية

» حُقَّ للصعافقةِ أن يُؤلفَ لهم كتاب بعنوان " علو الهمة في الطعن في عالم الأمة"!
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالسبت 19 أغسطس 2023, 21:41 من طرف لطفي براهمي

» توضيح الشيخ لحسن منصوري وفقه الله لمسألة قضايا الأعيان فيما ورد عن الصحابة من الإنكار العلني
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالسبت 19 أغسطس 2023, 19:00 من طرف بسكرة السلفية

» في حكم التجنُّس بجنسية الكفار للعلامة محمد بن علي فركوس حفظه الله
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالسبت 19 أغسطس 2023, 18:25 من طرف بسكرة السلفية

» شهادة حق في شيخنا محمد علي فركوس على ما افُتري عليه أنّه انفرد مع الخارجي -بحق-علي بن حاج
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالجمعة 18 أغسطس 2023, 17:53 من طرف بسكرة السلفية

»  العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-: "غالب الذين تزعزعوا أو خذلوا الحقّ فعلوا ذلك من أجل مصالحهم
من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Emptyالخميس 17 أغسطس 2023, 23:57 من طرف بسكرة السلفية


من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله

اذهب الى الأسفل

من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله Empty من أعمال رمضان لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله

مُساهمة من طرف بسكرة السلفية الخميس 02 يوليو 2015, 14:54

من أعمال رمضان

قال سماحة الشيخ ــ رحمه الله ــ:

... ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر، والتعقل والإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار، والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "يَنْظُرُ الله إِلَى تَنَافُسِكُمْ فِيهِ فَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَته، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيًْرا، فَإِنَّ الشَّقِيَ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللهِ" .

ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من تقرب فيه بخصلـة من خـصال الخير كـان كمن أدى فريضـة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه"...

والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة.

صلاة التروايح

... ظن بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا كله ظن في غير محله؛ بل هو خطأ مخالف للأدلة.

وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنَّ صلاة الليل موسع فيها فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صـلاة الـليـل قال: "صَــلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى" متفق على صحته.

ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره؛ ولهذا صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الأحيان ثلاثاً وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه وعن الصحابة في عهده، وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستًا وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، كما ذكر رحمه الله أن الأمر في ذلك واسع، وذكر أيضًا أن الأفضل لمن أطال القراءة والركوع والسجود أن يقلل العدد، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد، هذا معنى كلامه رحمه الله.

ومن تأمل سنَّـته صلى الله عليه وسلم علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، في رمضان وغيره؛ لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، ولأنه أرفق بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق.

والأفضل لمن صلَّى مع الإمام في قيام رمضان أن لا ينصرف إلا مع الإمام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ".

ختم القرآن في رمضان

يستفاد منها المدارسة وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دارس جبرائيل للاستفادة؛ لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله جل وعلا وهو السفير بين الله والرسل، فجبرائيل لابد أن يفيد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء من جهة الله عز وجل، من جهة حروف القرآن، ومن جهة معانيه التي أرادها الله، فإذا دارس الإنسان من يعينه على فهم القرآن، ومن يعينه على إقامة ألفاظه، فهذا مطلوب كما دارس النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله فيبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من جهة القرآن، ومن جهة ألفاظه، ومن جهة معانيه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية، لا أن جبرائيل أفضل منه عليه الصلاة والسلام بل هو أفضل البشر وأفضل من الملائكة عليه الصلاة والسلام، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي صلى اله عليه وسلم وللأمة؛ لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله؛ وليستفيد مما يأتي به من عند الله عزَّ وجلَّ.

وفيه فائدة أخرى وهي: أن المدارسة في الليل أفضل من النهار؛ لأن هذه المدارسة كانت في الليل، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره، والاستفادة أكثر من المدارسة نهارًا.

وفيه أيضًا من الفوائد: شرعية المدارسة وأنها عمل صالح حتى ولو كان في غير رمضان؛ لأن فيه فائدة لكل منهما، ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس أن يستفيد كل منهم من أخيه، ويشجعه على القراءة، وينشطه فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده، لكن إذا كان معه زميل له يدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له وأنشط له، مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة والمطالعة فيما قد يشكل عليهم، كل ذلك فيه خير كثير.

ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة، لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن، وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله، ولكن ليس هذا موجباً لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة، بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة.

العمرة في رمضان

س هل ثبت فضل خاص للعمرة في أشهر الحج يختلف عن فضلها في غير تلك الأشهر؟

أفضل زمان تؤدى فيه العمرة شهر رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَان تَعْدِلُ حَجَّـة" متفق على صحته، وفي رواية أخرى في البخاري: "تَقْضِي حَجَّةً مَعِي" وفي مسلم: "تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي" هكذا بالشك، يعني: معه عليه الصلاة والسلام، ثم بعد ذلك العمرة في ذي القعدة، لأن عُمَرَهُ صلى الله عليه وسلم كلها وقعت في ذي القعدة، وقد قال سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب : 21].

الاعتكاف

س: ما حكم الاعتكاف للرجل والمرأة؟ وهل يشترط له الصيام؟ وبماذا يشتغل الـمعتكف؟ ومتى يدخل معتكفه، ومتى يخرج منه؟.

ج: الاعتكاف سنة للرجال والنساء؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الأواخر، وكان يعتكف بعض نسائه معه، ثم اعتكفن بعده عليه الصلاة والسلام. ومحل الاعتكاف المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة، وإذا كان يتخلل اعتكافه جمعة، فالأفضل أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع إذا تيسر ذلك.

وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم، ولا يشترط له الصوم؛ ولكن مع الصوم أفضل، والسنة له أن يدخل معتكفه حين ينوي ويخرج بعد مضي المدة التي نواها، وله قطع ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن الاعتكاف سنة، ولا يجب بالشروع فيه إذا لم يكن منذورًا. ويستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان؛ تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ويستحب لمن اعتكفها دخول معتكفه بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي والعشرين؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخرج متى انتهت العشر، وإن قطعه فلا حرج عليه إلا أن يكون منذورًا كما تقدم. والأفضل أن يتخذ مكانًا معينًا في المسجد يستريح فيه إذا تيسر ذلك، ويشرع للمعتكف أن يكثر من الذكر وقراءة القرآن، والاستغفار والدعاء، والصلاة في غير أوقات النهي، ولا حرج أن يزوره بعض أصحابه، وأن يتحدث معه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره بعض نسائه، ويتحدثن معه. وزارته مرة صفية رضي الله عنها وهو معتكف في رمضان، فلما قامت قام معها إلى باب المسجد، فدل على أنه لا حرج في ذلك. وهذا العمل منه صلى الله عليه وسلم يدل على كمال تواضعه، وحسن سيرته مع أزواجه عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.

ليلة القدر

ليلة القدر هي: أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنَّها خير من ألف شهرٍ، وأنَّها مباركةٌ، وأنَّه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: (حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ* رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان:1ــ 6]، وقال سبحانه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر 1ــ 5].

وصح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفق على صحته وقيامها يكون بالصلاة، والذكر والدعاء، وقراءة القرآن، والصدقة وغير ذلك من وجوه الخير.

وقد دلَّت هذه السورة العظيمة، أنَّ العملَ فيها خيرٌ من العملِ في ألفِ شهرٍ مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها، وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّها في العشر الأواخر من رمضان، وأنَّ أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام: "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْآوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، الْتَمِسُوهَا فِي كُلّ وِتْرٍ"

وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: أنَّ هذه الليلة متنقلة في العشر وليست في ليلة معيَّنةٍ منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين، وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختص هذه الليالي بمزيد اجتهادٍ لا يفعله في العشرين الأُول ، قالت عائشة رضي الله عنها: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْآوَاخِرِ مِنْ رَمَضَان مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ"، وقالت: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ" وكان يعتكف فيها غالبًا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:21].

وسألته عائشة رضي الله عنها، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَمَا أَقُولُ فَيهَا ؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"، وكان أصحاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورضي الله عنهم، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر، ويجتهد فيها بأنواع الخيرات.

فالـمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبأصحابه الكرام رضي الله عنهم، وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر، والعبادة إيمانًا واحتسابًا حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحطِّ الأوزار والعتق من النار، فضلًا منه سبحانه وجودًا وكرمًا. وقد دلَّ الكتابُ والسنَّة أنَّ هذا الوعد العظيم مما يحصل باجتناب الكبائر، كما قال سبحانه: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) [النساء: 31] وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرَ" خرَّجه الإمام مسلم في صحيحه.

ومما يجب التنبيه عليه أن بعض المسلمين قد يجتهد في رمضان ويتوب إلى الله سبحانه مما سلف من ذنوبه، ثم بعد خروج رمضان يعود إلى أعماله السيئة، وفي ذلك خطر عظيم. فالواجب على المسلم أن يحذر ذلك، وأن يعزم عزمًا صادقًا على الاستمرار في طاعة الله، وترك المعاصي، كما قال الله عزَّ وجلَّ لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [آل عمران:102] وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت: 30 ــ 32] ومعنى الآية أن الذين اعترفوا بأن ربهم الله، وآمنوا به وأخلصوا له العبادة واستقاموا على ذلك تبشرهم الملائكة عند الموت بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن مصيرهم الجنة من أجل إيمانهم به سبحانه واستقامتهم على طاعته وترك معصيته ، وإخلاص العبادة له سبحانه، والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب الثبات على الحقِّ، والاستقامة عليه ، والحذر من الإصرار على معاصي الله عزَّ وجلَّ، ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 133 ــ 136].

فنسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين في هذه الليالي وغيرها لما يحبه ويرضاه، وأن يعيذنا جميعًا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه جواد كريم.

http://www.af.org.sa/ar/node/2555
بسكرة السلفية
بسكرة السلفية
مدير

عدد المساهمات : 1148
تاريخ التسجيل : 17/06/2015

https://biskrasalafia.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» عظم شأن الصوم ومنزلته لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله
» كيف نستقبل شهر رمضان" باللُّغتين: العربية والفرنسية، لفضيلة الشيخ أبي عبد الله لزهر سنيقرة حفظه الله
» نصيحة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله للمسلمين بعد انقضاء الثلث الاول من رمضان
» حكم استعمال معجون الأسنان وقطرة الأذن والعين للصائم للشيخ الاسلام العلامة عبدالعزيز أبن باز رحمه الله
» ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى