هل يُشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أَخطأَ في المنهج ونَشَر هذا الخطأ، أَو لابد أَن يُنصَح هذا الرجل أَولا؟ الشيخ العلامة عبيد الجابري
صفحة 1 من اصل 1
هل يُشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أَخطأَ في المنهج ونَشَر هذا الخطأ، أَو لابد أَن يُنصَح هذا الرجل أَولا؟ الشيخ العلامة عبيد الجابري
هل يُشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أَخطأَ في المنهج ونَشَر هذا الخطأ، أَو لابد أَن يُنصَح هذا الرجل أَولا؟
الجواب:
حالتان: طالما كرّرناهما، ونعيدهُما الآن فتفطّنوا لها وأصغوا إِليهما جيّدًا وفرّقوا بينهما:
الحالُ الأُولى: أَن يكون الخطأ - في العقيدة، في المنهج، في أي شيء- لم ينتشر، في مجلس ضَيّق أَو أَخطأ فيما رأَيتهُ هو، فهذا يُنصح في حينِه ولا يُنشر، وشَواهد هذا كثيرة ومنها حديث المسيء صلاته، النَبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثلاث مرات، كلما ركع جاء فسلم على النَبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول لَهُ :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثُم عَلّمهُ أخيرًا لما ذكر الرجُل أَنهُ لا يُحسن غير هذا، وكذلِك قولُه لرجل آخر قال: (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ يا رسول الله) قال: (ويحك! أَجعلتني للهِ نِدًّا؟!) وإِنما روتهُ كُتب السُّنة للتعليم.
الحال الثانية: أَن ينتشر الخطأ ويذيع ويشيع ويتلقاه من يتلقاه على أَنهُ من دين الله، فهذا يجبُ أَن يُسلك نفس المَسار، لرد الخطأ، فمن عدالةِ أَهلِ السُّنة وحسن أَخلاقِهم وأمانتِهم، أَنهم يسلكُون مسلك الخطأ كما ذكرت في الحالين، شخص أَخطأ فيما بينك وبينه، أَو في مجلس يحويك وإِيّاه، فأَنت رُدّه؛ قل: هذا بِدعة، هذا خطأ، هذا فسق، هذا فجور، هذا شِركٌ بالله، وهكذا، ولا تنشر، أَما إِذا نشَر خطأَه فرُدَّ عليهِ بِمثلِه، وهذا هو مسلك السلف بدءً من الصَحابةِ إِلى اليوم، وأَذكر عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: (واللهِ ما أَظن أَن أَحدًا أَحبَّ إِلى الشيطان هلاكًا مني اليوم) قيل: وكيف؟! قال: ( تحدثُ البِدعةُ في المشرِق أَو المَغرب، فيحمِلُها الرَجُلُ إِليّ فإِذا انتهت إِليّ قمعتُها بالسُّنة، فتُردُّ عليه) وكان الأئمة، وأهل الصَلاح والتُّقى إِذا كانت الكِّفةُ الرَّاجِحةُ لهم، والشَوكَةُ القويةُ بأَيدِيهم فإِنهم يُحَذّرون من البِدع وأَهلِها تحذيرًا علنِيًا، ويصيحون بِهم مِن كُلِ حدبٍ وصوب، أَما إِذا كانت المسأَلةُ عكسية فهم ضُعفاء، الكِفةُ الراجِحة للمبتدعة، والصولة والجولةُ لهم، وقوةُ الشَوكةُ عندهم، فإِن أَهل السُّنة يكتفون بالتَحذير من البِدع، وتَعليم الناس السُّنة فقط، ولا يذكرون فلان ولا عِلان، هذا يُسمى جانب المُداراة، والله أَعلم.
______________________
#من اللقاء الرابع من لقاءات رمضان في جامع الرضوان مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري والذي كان 12 رمضان 1436هـ
http://ar.miraath.net/meetings/ramadan_meeting_with_sh_ubayd_12-09-1436h
الجواب:
حالتان: طالما كرّرناهما، ونعيدهُما الآن فتفطّنوا لها وأصغوا إِليهما جيّدًا وفرّقوا بينهما:
الحالُ الأُولى: أَن يكون الخطأ - في العقيدة، في المنهج، في أي شيء- لم ينتشر، في مجلس ضَيّق أَو أَخطأ فيما رأَيتهُ هو، فهذا يُنصح في حينِه ولا يُنشر، وشَواهد هذا كثيرة ومنها حديث المسيء صلاته، النَبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثلاث مرات، كلما ركع جاء فسلم على النَبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول لَهُ :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثُم عَلّمهُ أخيرًا لما ذكر الرجُل أَنهُ لا يُحسن غير هذا، وكذلِك قولُه لرجل آخر قال: (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ يا رسول الله) قال: (ويحك! أَجعلتني للهِ نِدًّا؟!) وإِنما روتهُ كُتب السُّنة للتعليم.
الحال الثانية: أَن ينتشر الخطأ ويذيع ويشيع ويتلقاه من يتلقاه على أَنهُ من دين الله، فهذا يجبُ أَن يُسلك نفس المَسار، لرد الخطأ، فمن عدالةِ أَهلِ السُّنة وحسن أَخلاقِهم وأمانتِهم، أَنهم يسلكُون مسلك الخطأ كما ذكرت في الحالين، شخص أَخطأ فيما بينك وبينه، أَو في مجلس يحويك وإِيّاه، فأَنت رُدّه؛ قل: هذا بِدعة، هذا خطأ، هذا فسق، هذا فجور، هذا شِركٌ بالله، وهكذا، ولا تنشر، أَما إِذا نشَر خطأَه فرُدَّ عليهِ بِمثلِه، وهذا هو مسلك السلف بدءً من الصَحابةِ إِلى اليوم، وأَذكر عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: (واللهِ ما أَظن أَن أَحدًا أَحبَّ إِلى الشيطان هلاكًا مني اليوم) قيل: وكيف؟! قال: ( تحدثُ البِدعةُ في المشرِق أَو المَغرب، فيحمِلُها الرَجُلُ إِليّ فإِذا انتهت إِليّ قمعتُها بالسُّنة، فتُردُّ عليه) وكان الأئمة، وأهل الصَلاح والتُّقى إِذا كانت الكِّفةُ الرَّاجِحةُ لهم، والشَوكَةُ القويةُ بأَيدِيهم فإِنهم يُحَذّرون من البِدع وأَهلِها تحذيرًا علنِيًا، ويصيحون بِهم مِن كُلِ حدبٍ وصوب، أَما إِذا كانت المسأَلةُ عكسية فهم ضُعفاء، الكِفةُ الراجِحة للمبتدعة، والصولة والجولةُ لهم، وقوةُ الشَوكةُ عندهم، فإِن أَهل السُّنة يكتفون بالتَحذير من البِدع، وتَعليم الناس السُّنة فقط، ولا يذكرون فلان ولا عِلان، هذا يُسمى جانب المُداراة، والله أَعلم.
______________________
#من اللقاء الرابع من لقاءات رمضان في جامع الرضوان مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري والذي كان 12 رمضان 1436هـ
http://ar.miraath.net/meetings/ramadan_meeting_with_sh_ubayd_12-09-1436h
لطفي براهمي- مدير
- عدد المساهمات : 112
تاريخ التسجيل : 17/06/2015
مواضيع مماثلة
» بيان بتوبة أبي الفضل الليبي وتعليق الشيخ عبيد الجابري والشيخ عبدالله البخاري
» (جديد) الشيخ العلامة صالح الفوزان عن الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري: هؤلاء أصحاب سنة
» الذي ينطلق في فتواه من أشخاص لا نسمع له لأنَّ من خصائص المنهج السلفي الإنطلاق من الكتاب والسنة / العلامة فركوس
» الشيخ عبيد الجابري : طلب العلم
» مؤلفات الشيخ العلامة المفسر الفقيه الأصولي عبيد بن عبد الله بن سليمان الحمداني الجابري حفظه الله
» (جديد) الشيخ العلامة صالح الفوزان عن الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري: هؤلاء أصحاب سنة
» الذي ينطلق في فتواه من أشخاص لا نسمع له لأنَّ من خصائص المنهج السلفي الإنطلاق من الكتاب والسنة / العلامة فركوس
» الشيخ عبيد الجابري : طلب العلم
» مؤلفات الشيخ العلامة المفسر الفقيه الأصولي عبيد بن عبد الله بن سليمان الحمداني الجابري حفظه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 15 ديسمبر 2023, 20:04 من طرف بسكرة السلفية
» تفصيل ماتع من الشيخ #فركوس في بيان مدى صحة قاعدة ( النهي في باب الآداب يفيد الكراهة )
السبت 26 أغسطس 2023, 19:12 من طرف لطفي براهمي
» شيخ الصعافقة الجدد عماد رفعت الذي يستغل فرصة شهرته الأخيرة على حساب طعوناته الفاجرة في عالم بلدنا الشيخ محمد بن علي فركوس- حفظه الله-، في تسويقه لكتبه!
الجمعة 25 أغسطس 2023, 22:57 من طرف بسكرة السلفية
» الدَّلِيلُ المُغْنِيُّ فِي جَوَازِ الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ عَلَى وُلاَّةِ الأُمُورِ بِضَوَابِطِهِ، كما جاءَ في فتاوى فضِيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالىٰ
الأحد 20 أغسطس 2023, 17:59 من طرف بسكرة السلفية
» حُقَّ للصعافقةِ أن يُؤلفَ لهم كتاب بعنوان " علو الهمة في الطعن في عالم الأمة"!
السبت 19 أغسطس 2023, 21:41 من طرف لطفي براهمي
» توضيح الشيخ لحسن منصوري وفقه الله لمسألة قضايا الأعيان فيما ورد عن الصحابة من الإنكار العلني
السبت 19 أغسطس 2023, 19:00 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم التجنُّس بجنسية الكفار للعلامة محمد بن علي فركوس حفظه الله
السبت 19 أغسطس 2023, 18:25 من طرف بسكرة السلفية
» شهادة حق في شيخنا محمد علي فركوس على ما افُتري عليه أنّه انفرد مع الخارجي -بحق-علي بن حاج
الجمعة 18 أغسطس 2023, 17:53 من طرف بسكرة السلفية
» العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-: "غالب الذين تزعزعوا أو خذلوا الحقّ فعلوا ذلك من أجل مصالحهم
الخميس 17 أغسطس 2023, 23:57 من طرف بسكرة السلفية