كلام الشيخ العلّامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في مسألة العذر بالجهل
صفحة 1 من اصل 1
كلام الشيخ العلّامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في مسألة العذر بالجهل
كلام الشيخ العلّامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في مسألة العذر بالجهل
▪️السؤال:
ذكرتم في إجابتكم هذه عن العذر بالجهل، وهي مشكلة مصر الأولى بين الإخوة؛ العذر بالجهل وعدم العذر بالجهل حتى يصل الأمر بإخواننا إلى درجة الضرب أو الإهانة أو يبدعون بعضًا أو يفسقون بعضًا،فما الحكم في هذه القضية وما يطلق على المخالف؟
▪️جواب الشيخ مقبل – رحمه الله-:
" قد اختلف أهل السنة أنفسهم في هذه القضية في شأن العذر بالجهل في التوحيد، والذي يظهر أنه يعذر بالجهل
لقوله عز وجل: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) ( (الإسراء:15)، ولقول الله عزوجل حاكيًا عن الحواريين حيث قالوا:((هَلْ يَسْتَطِيْعُ رَبُّك
أَنْ ينزل عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَـاء)) (المائدة:112)، فَمَـا قَال لهم عيسى: إِنَّكُمْ قَدْ كَفَرْتُمْ!، ولكن قال:((اتَّقُوا الله إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنِيْن)) (المائدة:112)،
وَكَقَوْلِه تَعَالـى في شأن أصحاب موسى: ((اجْعَل لَنَا إِلَـهًا كَمَـا لَـهُم آلهة قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَـجْهَلُوْنَ )) (الأعراف:138). وفي الصَّحِيْحِ- وهو مَرْوِي
من حديث جـمـاعة من الصحابة-(( أَنَّ رَجُلًا قال لِبَنِيْهِ: أَيّ أَب كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: نِعْم الأب، قال: فإذا مِتّ فاحرقوني ثم ذروني فوالله لئن قدر الله عليَّ
ليعذبني عذابا لا يعذبه أَحَدًا مِنَ العَالَـمِيْن، فَلَمَّـا فَعَلوا ما أوصاهم به، ثم أَمَرَ الله البحر أن يجمع ما فيه، والبر أن يجمع ما فيه، وأحياه الله فقال له:
ما حَـمَلَكَ على ما صَنَعْتَ؟ قال: مَـخَافَتُكَ يَا رب، قال فَإِنِّـي قَدْ غَفَرْتُ لَك))، وهذا رجل يَشُكُّ في قُدْرَةِ الله، كَمَـا أَنَّ الحواريين شَكُّوا في قدرة الله.
فهذه الأدلة تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُعْذَرُ بالجهل، والذين لا يقولون بالعذر بالجهل ليس لهم أدلة ناهضة، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا حديث أبي هريرة والأسود بن سريع كَمَـا في ((مسند الإمام أحمد)) أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أَرْبعة يختبرون يوم القيامة: الأبله والأصم وصاحب الفترة- ولا أستحضر الرابع-، فيقال لهم في عرصات القيامة - ويخرج لهم عنق من النار- اقتحموه، فمن اقتحمه منهم كان بردًا عليه وسلامًا،ومن لم يقتحمه فيقول الله له: أنتم الآن عصيتموني فأنتم لرسلي أشد عصيانًا)).
وَأَنْصَحُ بقراءة ما كتبه الشيخ الشَّنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره عند تفسير قول الله عزوجل: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِيْنَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُوْلًا)) (الإسراء:15)، أو عند قوله تعالى:(( وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَـهُمْ مَا يتقون)) (التوبة:115).
فَبِمَـا أَنَّ الـمَسْأَلَــةَ خِلاَفِيَّـة بَيْـنَ أَهْلِ السُّنَّةِ فَالـمُخَالِفُ لاَ يُـحْكَمُ عَلَيْهِ لَكِن الرَّاجِحَ أَنَّــهُ يُعْذَرُ بِالـجَهْلِ."
انْتَهَى من كِتَاب غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة (2/ 447- 448 ).
▪️السؤال:
ذكرتم في إجابتكم هذه عن العذر بالجهل، وهي مشكلة مصر الأولى بين الإخوة؛ العذر بالجهل وعدم العذر بالجهل حتى يصل الأمر بإخواننا إلى درجة الضرب أو الإهانة أو يبدعون بعضًا أو يفسقون بعضًا،فما الحكم في هذه القضية وما يطلق على المخالف؟
▪️جواب الشيخ مقبل – رحمه الله-:
" قد اختلف أهل السنة أنفسهم في هذه القضية في شأن العذر بالجهل في التوحيد، والذي يظهر أنه يعذر بالجهل
لقوله عز وجل: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) ( (الإسراء:15)، ولقول الله عزوجل حاكيًا عن الحواريين حيث قالوا:((هَلْ يَسْتَطِيْعُ رَبُّك
أَنْ ينزل عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَـاء)) (المائدة:112)، فَمَـا قَال لهم عيسى: إِنَّكُمْ قَدْ كَفَرْتُمْ!، ولكن قال:((اتَّقُوا الله إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنِيْن)) (المائدة:112)،
وَكَقَوْلِه تَعَالـى في شأن أصحاب موسى: ((اجْعَل لَنَا إِلَـهًا كَمَـا لَـهُم آلهة قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَـجْهَلُوْنَ )) (الأعراف:138). وفي الصَّحِيْحِ- وهو مَرْوِي
من حديث جـمـاعة من الصحابة-(( أَنَّ رَجُلًا قال لِبَنِيْهِ: أَيّ أَب كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: نِعْم الأب، قال: فإذا مِتّ فاحرقوني ثم ذروني فوالله لئن قدر الله عليَّ
ليعذبني عذابا لا يعذبه أَحَدًا مِنَ العَالَـمِيْن، فَلَمَّـا فَعَلوا ما أوصاهم به، ثم أَمَرَ الله البحر أن يجمع ما فيه، والبر أن يجمع ما فيه، وأحياه الله فقال له:
ما حَـمَلَكَ على ما صَنَعْتَ؟ قال: مَـخَافَتُكَ يَا رب، قال فَإِنِّـي قَدْ غَفَرْتُ لَك))، وهذا رجل يَشُكُّ في قُدْرَةِ الله، كَمَـا أَنَّ الحواريين شَكُّوا في قدرة الله.
فهذه الأدلة تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُعْذَرُ بالجهل، والذين لا يقولون بالعذر بالجهل ليس لهم أدلة ناهضة، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا حديث أبي هريرة والأسود بن سريع كَمَـا في ((مسند الإمام أحمد)) أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أَرْبعة يختبرون يوم القيامة: الأبله والأصم وصاحب الفترة- ولا أستحضر الرابع-، فيقال لهم في عرصات القيامة - ويخرج لهم عنق من النار- اقتحموه، فمن اقتحمه منهم كان بردًا عليه وسلامًا،ومن لم يقتحمه فيقول الله له: أنتم الآن عصيتموني فأنتم لرسلي أشد عصيانًا)).
وَأَنْصَحُ بقراءة ما كتبه الشيخ الشَّنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره عند تفسير قول الله عزوجل: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِيْنَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُوْلًا)) (الإسراء:15)، أو عند قوله تعالى:(( وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَـهُمْ مَا يتقون)) (التوبة:115).
فَبِمَـا أَنَّ الـمَسْأَلَــةَ خِلاَفِيَّـة بَيْـنَ أَهْلِ السُّنَّةِ فَالـمُخَالِفُ لاَ يُـحْكَمُ عَلَيْهِ لَكِن الرَّاجِحَ أَنَّــهُ يُعْذَرُ بِالـجَهْلِ."
انْتَهَى من كِتَاب غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة (2/ 447- 448 ).
عبد الله السلفي- عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 02/08/2015
مواضيع مماثلة
» 1:54 هل يجوز أن نكفر الخوارج والروافض ؟ الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله الإمام مقبل بن هادي الوادعي
» معاملة من دخل في الإسلام حديثاً للشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» اصبروا يا أهل السنة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» ما معنى قولنا أنا سلفي ؟ الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» الإخوان المفلسون مستعدون أن يتصادقوا مع كل صاحب باطل ضد أهل السنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله
» معاملة من دخل في الإسلام حديثاً للشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» اصبروا يا أهل السنة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» ما معنى قولنا أنا سلفي ؟ الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
» الإخوان المفلسون مستعدون أن يتصادقوا مع كل صاحب باطل ضد أهل السنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 15 ديسمبر 2023, 20:04 من طرف بسكرة السلفية
» تفصيل ماتع من الشيخ #فركوس في بيان مدى صحة قاعدة ( النهي في باب الآداب يفيد الكراهة )
السبت 26 أغسطس 2023, 19:12 من طرف لطفي براهمي
» شيخ الصعافقة الجدد عماد رفعت الذي يستغل فرصة شهرته الأخيرة على حساب طعوناته الفاجرة في عالم بلدنا الشيخ محمد بن علي فركوس- حفظه الله-، في تسويقه لكتبه!
الجمعة 25 أغسطس 2023, 22:57 من طرف بسكرة السلفية
» الدَّلِيلُ المُغْنِيُّ فِي جَوَازِ الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ عَلَى وُلاَّةِ الأُمُورِ بِضَوَابِطِهِ، كما جاءَ في فتاوى فضِيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالىٰ
الأحد 20 أغسطس 2023, 17:59 من طرف بسكرة السلفية
» حُقَّ للصعافقةِ أن يُؤلفَ لهم كتاب بعنوان " علو الهمة في الطعن في عالم الأمة"!
السبت 19 أغسطس 2023, 21:41 من طرف لطفي براهمي
» توضيح الشيخ لحسن منصوري وفقه الله لمسألة قضايا الأعيان فيما ورد عن الصحابة من الإنكار العلني
السبت 19 أغسطس 2023, 19:00 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم التجنُّس بجنسية الكفار للعلامة محمد بن علي فركوس حفظه الله
السبت 19 أغسطس 2023, 18:25 من طرف بسكرة السلفية
» شهادة حق في شيخنا محمد علي فركوس على ما افُتري عليه أنّه انفرد مع الخارجي -بحق-علي بن حاج
الجمعة 18 أغسطس 2023, 17:53 من طرف بسكرة السلفية
» العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-: "غالب الذين تزعزعوا أو خذلوا الحقّ فعلوا ذلك من أجل مصالحهم
الخميس 17 أغسطس 2023, 23:57 من طرف بسكرة السلفية