نصيحة الشيخ الدكتور ربيع هادي المدخلي للسلفيين بمدينة أغادير المغربية خاصة وللسلفيين عامة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .أما بعد؛
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء لقاءا مباركا ينتفع به إخواننا في حياتهم، في عقائدهم وفي أعمالهم إن ربي لسميع الدعاء وبعد:

فإن خير ما أستهل به كلامي أن أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى، التي هي وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى:﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ﴾ [النساء /131] وقال :﴿ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ﴾ [الأحزاب /70-71] .

وبتقوى الله تظهر الأقوال والأعمال ،تُصْنَعُ الحياة ،ويُرَاد بها رضا الله سبحانه وتعالى ،وتنال مغفرة الله سبحانه وتعالى فإنه لا يخلو أحد من ذنب إلا وهو في أمس الحاجة إلى مغفرة الله تبارك وتعالى وكان الله غفورا رحيما سبحانه وتعالى .

ثانيا: أوصي نفسي وإياكم بالاعتصام بكتاب الله كما أوصانا الله بذلك: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ﴾ [آل عمران : 103].فاعتصموا بحبل الله؛ حبل الله كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، التي هي بيان لهذا القرآن وتفسيره.وقد وضحت كثيرا من مقاصده .
واحذروا التفرق كما هو في الآية: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ﴾ فإن التفرق شر كما قال تعالى : ﴿وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ﴾ [الأنعام /59 ].فالفرقة شر والعياذ بالله . وكثير من الشباب يقع في فتنة الفرقة والتناحر والتخاصم وكل ذلك من كيد الشيطان قال تعالى :﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ﴾ [فاطر/6] وقال تعالى: ﴿وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ﴾ [الأعراف /200][كلمة غير مفهومة] وتذكر ما تسببه فيه الفرقة من الشر وتشويه الدعوة السلفية وغرس الأحقاد والأمراض النفسية والبلايا.

فاتقوا الله أيه الشباب وتآلفوا بينكم،وإياكم والفرقة والتفرق وتعاطي أسباب الفرقة فإنها والله شر كبير ،وهذا بلاء ينتشر في كل مكان مع الأسف الشديد وله أسبابه –لا أدخل في تفاصيلها والتصريح بها – ولكن يجب أن يُعلم أن التفرق شر كبير وباله وبلاياه ترجع على الدعوة السلفية نفسها [كلمة غير مفهومة] .

فعليكم بالتآخي وتعاطي أسباب القوة و المودة فيما بينكم والتناصح بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة الواضحة ،فإذا حصل خطأ من شخص يخالف فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،تستخدم هذه الوسائل الطيبة بارك الله فيكم ؛نصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة بالتي هي أحسن .ينفع الله بهذه الأساليب الطيبة لا بالتشهير والتنفير والتشويه وما شاكل ذلك .فإن هذه البلايا تقتل مع الأسف الشديد.

وأوصيكم بالصدق في الأقوال والأعمال وفي سائر شؤون الحياة فإن الصدق يهدي إلى البر ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، [...] عظيمة في الصدق و [... ] إن الصدق ليهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " الحديث.
الصديقية هذه مرتبة عظيمة تأتي بعد درجة النبوة التي نالها الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله تعالى عنه . قال تعالى:﴿ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ﴾ [النساء /69]. فجاءت مرتبة الصديقين بعد مرتبة النبيين عليهم الصلاة والسلام وجاءت قبل مرتبة الشهداء –أمر عظيم-.فاحرصوا على الصدق في أمور دينكم ودنياكم في تبليغ هذه الدعوة .
ومن الصدق أن لا تقولوا على الله إلا الحق لأن القول على الله بغير حق كذب وظلم، قال تعالى: ﴿قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ﴾[الأعراف /33].فهذا وعيد على من يقول على الله ما لا يعلم، فكيف إذا قال عليه الكذب وتَقَوًّل عليه وتَقَوًّلَ على رسوله عليه الصلاة والسلام ؟! . يقول عليه الصلاة والسلام :" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "[9] .فالكذب يجب أن يجتنب قليله أو كثيره ،وقد يدخل في التلبيس والمغالطات وما أكثر المغالطات [كلمة غير مفهومة].

وأوصيكم بالتحلي بالأخلاق الفاضلة كلها ؛من الصدق والصبر والحلم والعقل والصفح و ما شاكل ذلك ،فإن هذه الأمور عظيمة ،حث عليها القرآن ،وكان يتحلى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي شهد الله له أنه على خلق عظيم قال الله تعالى :﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾[القلم/4].وقال عليه الصلاة والسلام :" بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" الحديث.[10].

فعليكم أيه الشباب بمكارم الأخلاق بارك الله فيكم؛ الصفح والحلم والجود والكرم، والأشياء الفاضلة الكثيرة التي يحبها الله تبارك وتعالى، وكان يتحلى بها رسوله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام، يقول الله تعالى في رسوله:﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ﴾[الأحزاب /21]:أسوة حسنة في أي شيء؟ في كل خير، في كل خلق كريم عليه الصلاة والسلام [....] التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم ويحرص على ذلك أشد الحرص في تصرفاته وعلاقاته بالناس.


وعليكم بالتآخي فيما بينكم ؛فالتآخي هذا أمر عظيم ولمن يتحلى به [كلمة غير مفهومة] عند الله تبارك وتعالى منها : إن الله سبحانه وتعالى وجبت محبته يقول :" قال الله تعالى حقت محبتي للمتحابين فِيَّ وحقت محبتي للمتواصلين فِيَّ وحقت محبتي للمتناصحين فِيَّ وحقت محبتي للمتزاورين فِيَّ وحقت محبتي للمتباذلين فِيَّ" [11] .فاسعوا إلى نيل موجبات حب الله لكم :طاعته وحبه وحب رسوله وحب القرآن وحب الصادقين [....] وهو يقول يوم القيامة :" أين المتحابون لجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".الحديث[12] [....].




فعليكم بالتآخي في الله تبارك وتعالى والتعاون على البر والتقوى والابتعاد عن كل ما بضاده [...].




أسأل الله تبارك وتعالى أن يألف بين قلوبكم وان يجمع كلمتكم وأن يوحد صفوفكم وأن يبعد عنكم كيد الشيطان إن ربي لسميع الدعاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. انتهـ.