أوقات استجابة الدعاء – سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
صفحة 1 من اصل 1
أوقات استجابة الدعاء – سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
وُجِّهَ هذا السؤال: ما هي الأوقات التي تجاب فيها الدعوات ؟ لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله تعالى)، فكان جوابه… أوقات استجابة الدعاء عديدة جاء في السنة بيانها منها 1- ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة))[1]. 2- منها جوف الليل وآخر الليل، فالليل فيه ساعة لا يرد فيها سائل أحراها جوف الليل وآخر الليل -الثلث الأخير- وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى ينفجر الفجر…))[2]. ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل وفي آخر الليل وفي أي ساعة من الليل، لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء، فالإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة، فعلى المرء أن يلح في الدعاء، ويحسن الظن بالله عز وجل، ويعلم أنه حكيم عليم قد يعجل الإجابة لحكمة وقد يؤخرها لحكمة، وقد يعطي السائل خيراً مما سأل، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر))[3]. وعليه أن يرجو من ربه الإجابة ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مع الحذر من الكسب الحرام، والحرص على الكسب الطيب؛ لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة ولا حول ولا قوة إلا بالله. 3- السجود ترجى فيه الإجابة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء))[4] ويقول صلى الله عليه وسلم: ((أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم))[5] أي حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه. 4- حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة، فهو محل إجابة. 5- آخر كل صلاة قبل السلام يشرع فيه الدعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمهم التشهد قال: ((ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))[6]. 6 – آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وأن يكون جالساً ينتظر الصلاة؛ لأن المنتظر في حكم المصلي، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه))[7] وأشار إلى أنها ساعة قليلة، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسأل الله فيها شيئاً وهو قائم يصلي)) قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي؛ لأن وقت العصر ليس وقت صلاة. فالحاصل أن المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلي، فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس، إن كان في المسجد ففي المسجد وإن كان امرأة أو مريضاً في البيت شرع له أن يفعل ذلك، وذلك بأن يتطهر وينتظر صلاة المغرب. هذه الأوقات كلها أوقات إجابة ينبغي فيها تحري الدعاء والإكثار منه مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يدي الله والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، والإكثار من الثناء عليه وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الاستجابة، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. المصدر: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز [1] رواه الترمذي في الصلاة برقم 196، وأبو داود في الصلاة برقم 437 وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 17755. [2] رواه البخاري في الجمعة برقم 1077، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 1261، و 1262 , والترمذي في الصلاة برقم 408. [3] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 10709. [4] رواه مسلم في الصلاة برقم 744 واللفظ له، والنسائي في التطبيق برقم 1125، وأبو داود في الصلاة برقم 741، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9083. [5] رواه مسلم في الصلاة برقم 738 واللفظ له ورواه أبو داود في الصلاة برقم 742، وأحمد في مسند بني هاشم برقم 1801. [6] رواه البخاري في الأذان برقم 731، والنسائي في السهو برقم 1281. [7] رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم 883، ومسلم في كتاب الجمعة برقم 1407.
أبوياسر السلفي البسكري- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 19/07/2015
مواضيع مماثلة
» ثمار التقوى (١) سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
» قال الشيخ ابن باز في إجابة الدعاء
» ما هو الدعاء الذي يستجاب في ليلة القدر لمعالي الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
» الشيخ عبد العزيز بن باز فى شرح نواقض الإسلام
» ما حكم الدعاء في صلاة التراويح وما صحة حديث رفع اليدين بالوتر مع ذكر الدليل ؟الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
» قال الشيخ ابن باز في إجابة الدعاء
» ما هو الدعاء الذي يستجاب في ليلة القدر لمعالي الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
» الشيخ عبد العزيز بن باز فى شرح نواقض الإسلام
» ما حكم الدعاء في صلاة التراويح وما صحة حديث رفع اليدين بالوتر مع ذكر الدليل ؟الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 15 ديسمبر 2023, 20:04 من طرف بسكرة السلفية
» تفصيل ماتع من الشيخ #فركوس في بيان مدى صحة قاعدة ( النهي في باب الآداب يفيد الكراهة )
السبت 26 أغسطس 2023, 19:12 من طرف لطفي براهمي
» شيخ الصعافقة الجدد عماد رفعت الذي يستغل فرصة شهرته الأخيرة على حساب طعوناته الفاجرة في عالم بلدنا الشيخ محمد بن علي فركوس- حفظه الله-، في تسويقه لكتبه!
الجمعة 25 أغسطس 2023, 22:57 من طرف بسكرة السلفية
» الدَّلِيلُ المُغْنِيُّ فِي جَوَازِ الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ عَلَى وُلاَّةِ الأُمُورِ بِضَوَابِطِهِ، كما جاءَ في فتاوى فضِيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالىٰ
الأحد 20 أغسطس 2023, 17:59 من طرف بسكرة السلفية
» حُقَّ للصعافقةِ أن يُؤلفَ لهم كتاب بعنوان " علو الهمة في الطعن في عالم الأمة"!
السبت 19 أغسطس 2023, 21:41 من طرف لطفي براهمي
» توضيح الشيخ لحسن منصوري وفقه الله لمسألة قضايا الأعيان فيما ورد عن الصحابة من الإنكار العلني
السبت 19 أغسطس 2023, 19:00 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم التجنُّس بجنسية الكفار للعلامة محمد بن علي فركوس حفظه الله
السبت 19 أغسطس 2023, 18:25 من طرف بسكرة السلفية
» شهادة حق في شيخنا محمد علي فركوس على ما افُتري عليه أنّه انفرد مع الخارجي -بحق-علي بن حاج
الجمعة 18 أغسطس 2023, 17:53 من طرف بسكرة السلفية
» العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-: "غالب الذين تزعزعوا أو خذلوا الحقّ فعلوا ذلك من أجل مصالحهم
الخميس 17 أغسطس 2023, 23:57 من طرف بسكرة السلفية