سنة مهجورة رفع اليدين وجعل ظهورهما مما يلي الوجه عند دعاء بالاستسقاء
صفحة 1 من اصل 1
سنة مهجورة رفع اليدين وجعل ظهورهما مما يلي الوجه عند دعاء بالاستسقاء
الحمد لله منزل الأمطار والصلاة والسلام على نبينا المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار ومن سار على طريقهم سائر الدهور والأعوام.
أما بعدُ:
فمن السنن التي هجرها كثير من الناس، رفع اليدين وجعل ظهورهما مما يلي الوجه وباطنهما مما يلي الأرض، عند دعاء بالاستسقاء.
وهذه السنة صح فيها حديث بل أحاديث، وذكرها أهل العلم في كتبهم، فأحببت أن أذكر ما صح فيها وبعض كلام أهل العلم، تذكيرًا لنفسي ولإخواني، وأحياء لما أندرس من السنن، سائل الله عز وجل أن يكتب لي ولكم الأجر.
أخرج الإمام أحمد رحمه الله في ((مسند)) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما، مما يلي الأرض.
الحديث جاء من طريق ثابت البناني أخرجه أبو يعلى بدون جملة (وباطنهما، مما يلي الأرض)، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) رقم (2491).
وجاءت رواية عند مسلم في ((صحيحه)) تخصص هذه الصفة في الاستسقاء، عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
ولهذا قال الإمام الألباني رحمه الله: كان إذا دعا ( يعني : في الاستسقاء ).
ثم قال: قد ذهب إلى العمل بالحديث وأفتى به الإمام مالك رحمه الله تعالى كما جاء في ((المدونة)) لابن القاسم ( 2 / 158).
وجاء بلفظ عند أبي داود في ((السنن)) من طريق قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا بباطن كفيه، وظاهرهما.
قال الإمام الألباني رحمه الله: ((صحيح بلفظ: جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض)) اهــ.
وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)): ((وقد قالوا - كما في ((المرقاة)) (2/284) -: ((فعل هذا تفاؤلاً بتقلب الحال ظهراً لبطن، وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء)).
وقال النووي في ((شرحه)):
((قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء ، احتجوا بهذا الحديث)) اهـ.
وقال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وقد تأول بعض المتأخرين حديث أنس على أن النَّبيّ لم يقصد قلب كفيه، إنما حصل لهُ من شدة رفع يديه انحاء بطونهما إلى الأرض.
وليس الأمر كما ظنه، بل هوَ صفة مقصود لنفسه في رفع اليدين في الدعاء)) اهـ.
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((قال الألباني: إنه صحيح بظهور كفيه. يعني: في الاستسقاء.
والمراد أنه جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض، لكن هذا خاص بالاستسقاء)) اهـ.
كيفيتها:
جاء عن حماد بن سلمة رحمه الله بيان كيفيتها والحديث أخرجه الضياء المقدسي رحمه الله في ((الأحاديث المختارة)) قال: وأخبرنا عثمان بن محمود بن أبي بكر المعروف بحبويه بأصبهان أن أبا الخير محمد بن أحمد الباغبان أخبرهم أنا أبو بكر محمد بن علي السمسار أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي نا أحمد بن علي الجواربي نا يزيد بن هارون أنا حماد يعني ابن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه وعمرو بن دينار وطاوس وثابت عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه وباطنهما مما يلي الأرض.
وسوى حماد كفيه وفرق أصابعه.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)): ((أخرجه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (ق 27/ 1) من طريق المحاملي: حدثنا أحمد بن علي الجواربي: حدثنا يزيد بن هارون: أنبأ حماد - يعني ابن سلمة - به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير الجواربي انقلب اسمه على أحد الرواة الذين دون المحاملي ؛ فإن نسخة ((المختارة)) جيدة بخط المؤلف نفسه)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 29 جمادى الأولى 1436 هـ
الموافق لـ: 19 مارس سنة 2015 م
أما بعدُ:
فمن السنن التي هجرها كثير من الناس، رفع اليدين وجعل ظهورهما مما يلي الوجه وباطنهما مما يلي الأرض، عند دعاء بالاستسقاء.
وهذه السنة صح فيها حديث بل أحاديث، وذكرها أهل العلم في كتبهم، فأحببت أن أذكر ما صح فيها وبعض كلام أهل العلم، تذكيرًا لنفسي ولإخواني، وأحياء لما أندرس من السنن، سائل الله عز وجل أن يكتب لي ولكم الأجر.
أخرج الإمام أحمد رحمه الله في ((مسند)) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما، مما يلي الأرض.
الحديث جاء من طريق ثابت البناني أخرجه أبو يعلى بدون جملة (وباطنهما، مما يلي الأرض)، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) رقم (2491).
وجاءت رواية عند مسلم في ((صحيحه)) تخصص هذه الصفة في الاستسقاء، عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
ولهذا قال الإمام الألباني رحمه الله: كان إذا دعا ( يعني : في الاستسقاء ).
ثم قال: قد ذهب إلى العمل بالحديث وأفتى به الإمام مالك رحمه الله تعالى كما جاء في ((المدونة)) لابن القاسم ( 2 / 158).
وجاء بلفظ عند أبي داود في ((السنن)) من طريق قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا بباطن كفيه، وظاهرهما.
قال الإمام الألباني رحمه الله: ((صحيح بلفظ: جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض)) اهــ.
وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)): ((وقد قالوا - كما في ((المرقاة)) (2/284) -: ((فعل هذا تفاؤلاً بتقلب الحال ظهراً لبطن، وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء)).
وقال النووي في ((شرحه)):
((قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء ، احتجوا بهذا الحديث)) اهـ.
وقال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وقد تأول بعض المتأخرين حديث أنس على أن النَّبيّ لم يقصد قلب كفيه، إنما حصل لهُ من شدة رفع يديه انحاء بطونهما إلى الأرض.
وليس الأمر كما ظنه، بل هوَ صفة مقصود لنفسه في رفع اليدين في الدعاء)) اهـ.
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((قال الألباني: إنه صحيح بظهور كفيه. يعني: في الاستسقاء.
والمراد أنه جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض، لكن هذا خاص بالاستسقاء)) اهـ.
كيفيتها:
جاء عن حماد بن سلمة رحمه الله بيان كيفيتها والحديث أخرجه الضياء المقدسي رحمه الله في ((الأحاديث المختارة)) قال: وأخبرنا عثمان بن محمود بن أبي بكر المعروف بحبويه بأصبهان أن أبا الخير محمد بن أحمد الباغبان أخبرهم أنا أبو بكر محمد بن علي السمسار أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي نا أحمد بن علي الجواربي نا يزيد بن هارون أنا حماد يعني ابن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه وعمرو بن دينار وطاوس وثابت عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه وباطنهما مما يلي الأرض.
وسوى حماد كفيه وفرق أصابعه.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)): ((أخرجه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (ق 27/ 1) من طريق المحاملي: حدثنا أحمد بن علي الجواربي: حدثنا يزيد بن هارون: أنبأ حماد - يعني ابن سلمة - به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير الجواربي انقلب اسمه على أحد الرواة الذين دون المحاملي ؛ فإن نسخة ((المختارة)) جيدة بخط المؤلف نفسه)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 29 جمادى الأولى 1436 هـ
الموافق لـ: 19 مارس سنة 2015 م
عزالدين بن سالم أبوزخار- عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 29/07/2015
مواضيع مماثلة
» في صلاة التراويح هل يكرر المصلي دعاء الاستفتاح في كل ركعتين ؟ العلامة فركوس
» ما حكم الدعاء في صلاة التراويح وما صحة حديث رفع اليدين بالوتر مع ذكر الدليل ؟الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
» سنة مهجورة بعد تلاوة القرآن الشيخ محمد بن عمر بازمول
» من سنه مهجورة عند السحر والأحاديث والآثار الواردة فيها
» سنة مهجورة: صلاة ركعتين في البيت بعد صلاة العيد
» ما حكم الدعاء في صلاة التراويح وما صحة حديث رفع اليدين بالوتر مع ذكر الدليل ؟الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
» سنة مهجورة بعد تلاوة القرآن الشيخ محمد بن عمر بازمول
» من سنه مهجورة عند السحر والأحاديث والآثار الواردة فيها
» سنة مهجورة: صلاة ركعتين في البيت بعد صلاة العيد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 15 ديسمبر 2023, 20:04 من طرف بسكرة السلفية
» تفصيل ماتع من الشيخ #فركوس في بيان مدى صحة قاعدة ( النهي في باب الآداب يفيد الكراهة )
السبت 26 أغسطس 2023, 19:12 من طرف لطفي براهمي
» شيخ الصعافقة الجدد عماد رفعت الذي يستغل فرصة شهرته الأخيرة على حساب طعوناته الفاجرة في عالم بلدنا الشيخ محمد بن علي فركوس- حفظه الله-، في تسويقه لكتبه!
الجمعة 25 أغسطس 2023, 22:57 من طرف بسكرة السلفية
» الدَّلِيلُ المُغْنِيُّ فِي جَوَازِ الإِنْكَارِ العَلَنِيِّ عَلَى وُلاَّةِ الأُمُورِ بِضَوَابِطِهِ، كما جاءَ في فتاوى فضِيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالىٰ
الأحد 20 أغسطس 2023, 17:59 من طرف بسكرة السلفية
» حُقَّ للصعافقةِ أن يُؤلفَ لهم كتاب بعنوان " علو الهمة في الطعن في عالم الأمة"!
السبت 19 أغسطس 2023, 21:41 من طرف لطفي براهمي
» توضيح الشيخ لحسن منصوري وفقه الله لمسألة قضايا الأعيان فيما ورد عن الصحابة من الإنكار العلني
السبت 19 أغسطس 2023, 19:00 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم التجنُّس بجنسية الكفار للعلامة محمد بن علي فركوس حفظه الله
السبت 19 أغسطس 2023, 18:25 من طرف بسكرة السلفية
» شهادة حق في شيخنا محمد علي فركوس على ما افُتري عليه أنّه انفرد مع الخارجي -بحق-علي بن حاج
الجمعة 18 أغسطس 2023, 17:53 من طرف بسكرة السلفية
» العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-: "غالب الذين تزعزعوا أو خذلوا الحقّ فعلوا ذلك من أجل مصالحهم
الخميس 17 أغسطس 2023, 23:57 من طرف بسكرة السلفية