المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 89 بتاريخ الثلاثاء 11 أغسطس 2015, 12:23
المَجَالِسُ القَوِيمَةُ بِمَدِينَةِ بُرْج عرِيمَة
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
المَجَالِسُ القَوِيمَةُ بِمَدِينَةِ بُرْج عرِيمَة
المَجَالِسُ القَوِيمَةُ بِمَدِينَةِ بُرْج عرِيمَة:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
قدَّم الشّيخ: مُحمَّد زرَارْقَة -وفَّقه الله تعالىٰ- -مرَّةً أخرى- مُحاضَرَةً لِشَحْذِ الهِمَمِ ورَفْعِها في طَلَبِ العِلم، والحَثِّ والحِرْصِ عليه أكثر، في مَجْلِسٍ عِلمِيٍّ طيِّبٍ، يوم الخميس ٢٨ ذِي القِعدة ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ٠٥ يونيو ٢٠٢٤م، بعد صلاة العَصْرِ بمدينة بُرْج عرِيمَة (بَنِي وَرْسُوس، تِلِمْسَان) حَرَسَها الله وسلَّمَها مِنْ كلِّ سُوءٍ. وذلك مِن خِلال حديثٍ خاصٍّ تكلَّم فيه عن غُربةِ عالِمٍ مِن عُلماء الأُمَّة، مِمَّن عُرِفُوا بالتَّحقيق والاجتهاد، وكأنَّك وأنتَ تستمِع لِما حدث لهذا العالِم تقول وكأنَّ حاله حال الشَّيخ فركوس حفظه الله في بعض المواقف الَّتي واجهها في سبيل دعوة الحقِّ، ألَا وهو الإمام الشَّوْكَانِيُّ -رحمه الله تعالى-، حيثُ له كتابٌ موجودٌ ومُتاحٌ ولكن قلَّ مَن ينْتَبِه له أو يَدْرُسُه أو يتَدَارَسُه، سمَّاهُ «أَدَبُ الطَّلَبِ وَمُنْتَهَى الأَرَبِ» يعني في طلب العِلم. وإليكم إخواني الأفاضل جُملةً مِن الفوائد المُستخلصَة المُستفادة مِن هذا المجلس، والله تعالى وليُّ التَّوفيق كُلِّه:
• أوَّلُ ما يستحضِره طالِب العِلم: إحسانُ النِّيَّة مع إصلاح السَّريرة، وأنَّ طلَبَه لهذا العِلم هو عبادةٌ لله عزَّ وجلَّ.
• على طالِب العِلم أن يَسُدَّ على نفسه باب النِّيَّة الفاسدة، بأن يكون طَلَبُه للعِلم خالصًا لوجه الله تعالى، لا لِغَرَضٍ دُنيَوِيٍّ.
• العِلم الصّحيح لا يشُوبُهُ رِيَاءٌ ولا سُمْعَةٌ، لأنَّ مَبْنَاهُ يكون على الإخلاص.
• حديث «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى...» [أخرجه البُخارِيُّ بهذا اللَّفظ (١)]. هو أحدُ الأحاديث الَّتي عليها مَدَارُ الإسلام.
• قال ابن رجبٍ (نقلًا عن الحافِظ أبي الحسن طاهر بن مفوِّز المعافري الأندلسيّ):
عُمْدَةُ الدِّينِ عِنْدَنَا كَلِمَاتٌ * أَرْبَعٌ مِنْ كَلَامِ خَيْرِ البَرِيَّه
اِتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَازْهَدْ وَدَعْ مَا * لَيْسَ يَعْنِيكَ وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّه
[«جامع العُلُوم والحِكَم» (ص ٣٦)].
اِتَّقِ الشُّبُهَاتِ: حديث «الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ...» [أخرجه البُخارِيُّ (٥٢)].
وَازْهَدْ: حديث «...ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ» [أخرجه ابن مَاجَه (٤١٠٢)].
وَدَعْ مَا لَيْسَ يَعْنِيكَ: حديث «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» [أخرجه بهذا اللَّفظ التِّرْمِذِيُّ (٢٣١٧)، وابن مَاجَه (٣٨٧٦)، ومالِك (٢٦٢٩)، وأحمد (١٧٣٧)].
وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّه: حديث «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ...» [أخرجه البُخارِيُّ بهذا اللَّفظ (١)].
• على العبد أنْ يَعِيَ معاني هذه الأحاديث، وأن يحرِص على تطبيقها ميدانيًّا.
• ليس هُناك أمرٌ تقوم به إلَّا وله نيَّةٌ، والنِّيَّة تسبِقُ العمل، ولا تكون بعده، فتَنْوِي ثُمَّ تعمل.
• قال الشَّيخُ الفوزان حفظه الله عن الشَّيخ اللِّحَيْدان -رحمه الله تعالى- كان جَبَلًا نحْتَمِي به، فالعالِم لمَّا يقول مِثل هذا الكلام هو يعلمُ جيِّدًا معناه. كما نحْتَمِي نحن أيضًا بالشَّيخ فركُوس -حفظه الله تعالى- في البَلَد، وَصَدِّقُوني لَسْنَا نحن فقط مَن نحْتَمِي به بل كلُّ النَّاس، ولكن لِجَهْلِهم بقَدْرِ العالِم لا يَدْرُون قِيمة الحاجة إليه، "ومَن جَهِل الشَّيْءَ عَادَاه".
• الشَّيخ فركوس حفظه الله في كتابه «الإخلاص بركة العِلم وسِرُّ التَّوفيق» (ص ٢١)، والَّذي سنشرحُه ونَتَدَارَسُه هذه الصَّائفة إن شاء الله، يقول: "فمَنْ صاحَبَتْه هذه النِّيَّةُ الخالصةُ الصَّادقةُ"، معنى المُصاحبة هنا أنَّك تكون مُبتدِئًا لا تعلم شيئًا، ثُمَّ تتدرَّج في طلب العِلم: مُتميِّز، مُنْتَهِي، داعيَّة وإمام حتَّى تصِل لدرجة العالِم، فكما بدأت بِنيَّةٍ خالصةٍ صادقةٍ في طلبك للعِلم تبقى بها حتَّى تَرْتَقِيَ لأعلى درجةٍ، لأنَّهُ في بادِئِ الأمر تدرُس أنتَ وصاحبُك فقط، ثُمَّ يجلسُون لك عشرةٌ فعشرون فخمسون فالآلاف، هُنا النِّيَّة يصعُبُ إخلاصُها فقد يشُوبُها بعد الغُرُور، لهذا وجَبَ عليك أن تُحسِنَ نِيَّتَك وتُبْقِيها خالصةً صادقةً كما انطلقْتَ بها أوَّل مرَّةٍ.
• لابُدَّ مِن الإخلاص في طلب العِلم.
• الغايةُ مِن طلب العِلم هو إدراك الأمور، ورَفْعُ الجهل، والاطِّلاع على مُختلف المسائل.
• أوَّلُ غايةٍ لطلبِ العِلم هي أن تكون عالِمًا، لا ليقول النَّاس عنكَ عالِمٌ، وإنَّما حتَّى تصير مُسْتَغْنٍ بعِلمك، وتتعبَّد الله عزَّ وجلَّ على بصيرةٍ وعلى يقينٍ، بالأدلَّة مِن الكِتاب والسُّنَّة.
• قد يُحَصِّل العبد عِلمًا لكنَّه يُمْحَقُ برَكَتَه بسبب أنَّه لم يكُن مُخلِصًا، بحيثُ يُشْرِكَ النَّاسَ في عِبادة طلب العِلم، حتَّى يُقال عنه عالِمٌ.
• التَّعصُّب هو أكثر ما يُبْتَلَى به أهل العِلم.
• آفَةُ طالب العِلم المُتَعَصِّب للعالِم بدُون دليلٍ أنَّه قد طلب العِلم وحصَّله لكنَّه لم يُوظِّفْهُ، فتركَه وراحَ يُقلِّدُ.
"كَالعِيرِ فِي البَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَأُ * وَالمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ".
• قال ابن حزم: "المُقَلِّدُ رَاضٍ أَنْ يُغْبَنَ عَقْلُهُ" [«مُداواة النُّفُوس» (ص ٧٤)]. لأنَّه قدَّم التَّقليد على العِلم.
• إذا تبيَّن لكَ خطأ العالِم وعلِمته، وقد خالَف فيه الدَّليل فلا تتَّبِعهُ.
• على طالب العِلم أن يخرج مِن دائرة الرِّياء، ثمَّ مِن دائرة التَّعصُّب.
• طالِب العِلم المُتَمَرِّس يرسُم طريقه مُنذُ البداية وِفق أُسُسٍ ثابتةٍ، وذلك بدِراسة وفهم المسائل جيِّدًا قبل الخَوْضِ.
• مِن مِنَنِ الله تعالى العظيمة على العبد أنْ يكون له والِدٌ يُسَيِّرُه ويقُودُه في دَرْبِ العِلم.
• سُئِل فضيلة الشَّيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- يومًا وكان قد قارَب التِّسعين مِن عُمره آنذاك، كيف يصبر على ما لا يُطيقه أبناء الثَّلاثين والأربعين؟! بعد أنْ تعجَّب السَّائل مِن دَأْبِ الشَّيخ، وحِرصِه على حوائج النَّاس، والكِتابة لهم، وضِيافتهم، والجُلوس في حِلَق العِلم، وتعليم الطُّلاب، ومُذاكرة المسائل... فكان مِمَّا أجاب به الشَّيخ عليه رحمة الله: "يَا وَلَدِي، إِذَا كَانَتْ الرُّوحُ تَعْمَلُ فَالجَوَارِحُ لَا تَكِلُّ". [يُنظَر في «سِيرة وحياة الشَّيخ ابن باز» لإبراهيم الحازمي (١ /١٤٩-١٥٠)].
• مِنَ العُلماء الَّذين ابتُلُوا وعانَوْا المِحَن في سبيل دعْوَتِهم إلى التَّمسُّك بالدَّليل، ونَبْذِ التَّقليد والتَّعصُّب للآراء: مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، البُخاريّ، ابن حزم، ابن تيميَّة، الشَّوْكانيُّ وغيرهم كثيرٌ رحمهم الله جميعًا، وغفر لهم وعفا عنهم، فكان مِنهم مَن ضُرِبَ وشُرِّدَ، وسُجِنَ وعُذِّب، وَأُوذِيَ مِن أقرب النّاس إليه، ومع ذلك كُلِّه لم يخافوا في الله لَوْمَةَ لائِمٍ، بل صَدَعُوا بالحقِّ الَّذي اعتقدوه، فكانت لهم العاقبة أنْ انتشر عِلمُهم، وذاع صِيتُهُم، واشتُهِرت مُصنَّفاتهم، وانتفع النَّاس بها، حتَّى كانوا إذا تكلَّم أحدهم بالكلمة تطير في الآفاق فتبلغ الأقطار، والتَّوفيق كُلُّه مِنَ الله عزَّ وجلَّ نُصرةً لدِينِه وعبادِه.
• الشَّيخ ابن تيميَّة -رحمه الله تعالى- حتَّى مُخالِفُوه كانوا مُعْتَرِفِين بقَدْرِه، مُعَظِّمِين له، خَاضِعِين لعُلُومه.
• قال الإمام الشَّوْكَانيُّ -رحمه الله تعالى-: "وكُنت أتصوَّرُ في نفسي أنَّ هؤُلاء الَّذين يتعصَّبُون عليَّ، ويشغلون أنفسهم بذِكْري والحطِّ عليَّ، هُم أحدُ رَجُلَيْن: إمَّا جاهلٌ لا يدري أنَّه جاهلٌ، ولا يهْتَدِي بالهِداية ولا يَعْرِف الصَّواب، وهذا لا يَعْبَأُ الله به. أو رجُلٌ مُتَمَيِّزٌ له حظٌّ مِن عِلمٍ، وحِصَّةٌ مِن فهمٍ، لكنَّه قد أعمى بصِيرته الحَسَد، وذهب بإنصافه حُبُّ الجَاهِ، وهذا لا ينْجَعُ فيه الدَّواء، ولا تنفع عنده المُحاسنة، ولا يُؤَثِّر فيه شيءٌ" [«أَدَبُ الطَّلَبِ»].
هذا وآخرُ دعٔوَانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبِه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
- نقَلَها الأخُ أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْد الغَفُور -بارك الله فيه-، وَاعْتَنَى بضَبْطِها وتَنْسِيقِها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يَحْيَىٰ أبُو بَكْرٍ -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
قدَّم الشّيخ: مُحمَّد زرَارْقَة -وفَّقه الله تعالىٰ- -مرَّةً أخرى- مُحاضَرَةً لِشَحْذِ الهِمَمِ ورَفْعِها في طَلَبِ العِلم، والحَثِّ والحِرْصِ عليه أكثر، في مَجْلِسٍ عِلمِيٍّ طيِّبٍ، يوم الخميس ٢٨ ذِي القِعدة ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ٠٥ يونيو ٢٠٢٤م، بعد صلاة العَصْرِ بمدينة بُرْج عرِيمَة (بَنِي وَرْسُوس، تِلِمْسَان) حَرَسَها الله وسلَّمَها مِنْ كلِّ سُوءٍ. وذلك مِن خِلال حديثٍ خاصٍّ تكلَّم فيه عن غُربةِ عالِمٍ مِن عُلماء الأُمَّة، مِمَّن عُرِفُوا بالتَّحقيق والاجتهاد، وكأنَّك وأنتَ تستمِع لِما حدث لهذا العالِم تقول وكأنَّ حاله حال الشَّيخ فركوس حفظه الله في بعض المواقف الَّتي واجهها في سبيل دعوة الحقِّ، ألَا وهو الإمام الشَّوْكَانِيُّ -رحمه الله تعالى-، حيثُ له كتابٌ موجودٌ ومُتاحٌ ولكن قلَّ مَن ينْتَبِه له أو يَدْرُسُه أو يتَدَارَسُه، سمَّاهُ «أَدَبُ الطَّلَبِ وَمُنْتَهَى الأَرَبِ» يعني في طلب العِلم. وإليكم إخواني الأفاضل جُملةً مِن الفوائد المُستخلصَة المُستفادة مِن هذا المجلس، والله تعالى وليُّ التَّوفيق كُلِّه:
• أوَّلُ ما يستحضِره طالِب العِلم: إحسانُ النِّيَّة مع إصلاح السَّريرة، وأنَّ طلَبَه لهذا العِلم هو عبادةٌ لله عزَّ وجلَّ.
• على طالِب العِلم أن يَسُدَّ على نفسه باب النِّيَّة الفاسدة، بأن يكون طَلَبُه للعِلم خالصًا لوجه الله تعالى، لا لِغَرَضٍ دُنيَوِيٍّ.
• العِلم الصّحيح لا يشُوبُهُ رِيَاءٌ ولا سُمْعَةٌ، لأنَّ مَبْنَاهُ يكون على الإخلاص.
• حديث «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى...» [أخرجه البُخارِيُّ بهذا اللَّفظ (١)]. هو أحدُ الأحاديث الَّتي عليها مَدَارُ الإسلام.
• قال ابن رجبٍ (نقلًا عن الحافِظ أبي الحسن طاهر بن مفوِّز المعافري الأندلسيّ):
عُمْدَةُ الدِّينِ عِنْدَنَا كَلِمَاتٌ * أَرْبَعٌ مِنْ كَلَامِ خَيْرِ البَرِيَّه
اِتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَازْهَدْ وَدَعْ مَا * لَيْسَ يَعْنِيكَ وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّه
[«جامع العُلُوم والحِكَم» (ص ٣٦)].
اِتَّقِ الشُّبُهَاتِ: حديث «الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ...» [أخرجه البُخارِيُّ (٥٢)].
وَازْهَدْ: حديث «...ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ» [أخرجه ابن مَاجَه (٤١٠٢)].
وَدَعْ مَا لَيْسَ يَعْنِيكَ: حديث «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» [أخرجه بهذا اللَّفظ التِّرْمِذِيُّ (٢٣١٧)، وابن مَاجَه (٣٨٧٦)، ومالِك (٢٦٢٩)، وأحمد (١٧٣٧)].
وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّه: حديث «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ...» [أخرجه البُخارِيُّ بهذا اللَّفظ (١)].
• على العبد أنْ يَعِيَ معاني هذه الأحاديث، وأن يحرِص على تطبيقها ميدانيًّا.
• ليس هُناك أمرٌ تقوم به إلَّا وله نيَّةٌ، والنِّيَّة تسبِقُ العمل، ولا تكون بعده، فتَنْوِي ثُمَّ تعمل.
• قال الشَّيخُ الفوزان حفظه الله عن الشَّيخ اللِّحَيْدان -رحمه الله تعالى- كان جَبَلًا نحْتَمِي به، فالعالِم لمَّا يقول مِثل هذا الكلام هو يعلمُ جيِّدًا معناه. كما نحْتَمِي نحن أيضًا بالشَّيخ فركُوس -حفظه الله تعالى- في البَلَد، وَصَدِّقُوني لَسْنَا نحن فقط مَن نحْتَمِي به بل كلُّ النَّاس، ولكن لِجَهْلِهم بقَدْرِ العالِم لا يَدْرُون قِيمة الحاجة إليه، "ومَن جَهِل الشَّيْءَ عَادَاه".
• الشَّيخ فركوس حفظه الله في كتابه «الإخلاص بركة العِلم وسِرُّ التَّوفيق» (ص ٢١)، والَّذي سنشرحُه ونَتَدَارَسُه هذه الصَّائفة إن شاء الله، يقول: "فمَنْ صاحَبَتْه هذه النِّيَّةُ الخالصةُ الصَّادقةُ"، معنى المُصاحبة هنا أنَّك تكون مُبتدِئًا لا تعلم شيئًا، ثُمَّ تتدرَّج في طلب العِلم: مُتميِّز، مُنْتَهِي، داعيَّة وإمام حتَّى تصِل لدرجة العالِم، فكما بدأت بِنيَّةٍ خالصةٍ صادقةٍ في طلبك للعِلم تبقى بها حتَّى تَرْتَقِيَ لأعلى درجةٍ، لأنَّهُ في بادِئِ الأمر تدرُس أنتَ وصاحبُك فقط، ثُمَّ يجلسُون لك عشرةٌ فعشرون فخمسون فالآلاف، هُنا النِّيَّة يصعُبُ إخلاصُها فقد يشُوبُها بعد الغُرُور، لهذا وجَبَ عليك أن تُحسِنَ نِيَّتَك وتُبْقِيها خالصةً صادقةً كما انطلقْتَ بها أوَّل مرَّةٍ.
• لابُدَّ مِن الإخلاص في طلب العِلم.
• الغايةُ مِن طلب العِلم هو إدراك الأمور، ورَفْعُ الجهل، والاطِّلاع على مُختلف المسائل.
• أوَّلُ غايةٍ لطلبِ العِلم هي أن تكون عالِمًا، لا ليقول النَّاس عنكَ عالِمٌ، وإنَّما حتَّى تصير مُسْتَغْنٍ بعِلمك، وتتعبَّد الله عزَّ وجلَّ على بصيرةٍ وعلى يقينٍ، بالأدلَّة مِن الكِتاب والسُّنَّة.
• قد يُحَصِّل العبد عِلمًا لكنَّه يُمْحَقُ برَكَتَه بسبب أنَّه لم يكُن مُخلِصًا، بحيثُ يُشْرِكَ النَّاسَ في عِبادة طلب العِلم، حتَّى يُقال عنه عالِمٌ.
• التَّعصُّب هو أكثر ما يُبْتَلَى به أهل العِلم.
• آفَةُ طالب العِلم المُتَعَصِّب للعالِم بدُون دليلٍ أنَّه قد طلب العِلم وحصَّله لكنَّه لم يُوظِّفْهُ، فتركَه وراحَ يُقلِّدُ.
"كَالعِيرِ فِي البَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَأُ * وَالمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ".
• قال ابن حزم: "المُقَلِّدُ رَاضٍ أَنْ يُغْبَنَ عَقْلُهُ" [«مُداواة النُّفُوس» (ص ٧٤)]. لأنَّه قدَّم التَّقليد على العِلم.
• إذا تبيَّن لكَ خطأ العالِم وعلِمته، وقد خالَف فيه الدَّليل فلا تتَّبِعهُ.
• على طالب العِلم أن يخرج مِن دائرة الرِّياء، ثمَّ مِن دائرة التَّعصُّب.
• طالِب العِلم المُتَمَرِّس يرسُم طريقه مُنذُ البداية وِفق أُسُسٍ ثابتةٍ، وذلك بدِراسة وفهم المسائل جيِّدًا قبل الخَوْضِ.
• مِن مِنَنِ الله تعالى العظيمة على العبد أنْ يكون له والِدٌ يُسَيِّرُه ويقُودُه في دَرْبِ العِلم.
• سُئِل فضيلة الشَّيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- يومًا وكان قد قارَب التِّسعين مِن عُمره آنذاك، كيف يصبر على ما لا يُطيقه أبناء الثَّلاثين والأربعين؟! بعد أنْ تعجَّب السَّائل مِن دَأْبِ الشَّيخ، وحِرصِه على حوائج النَّاس، والكِتابة لهم، وضِيافتهم، والجُلوس في حِلَق العِلم، وتعليم الطُّلاب، ومُذاكرة المسائل... فكان مِمَّا أجاب به الشَّيخ عليه رحمة الله: "يَا وَلَدِي، إِذَا كَانَتْ الرُّوحُ تَعْمَلُ فَالجَوَارِحُ لَا تَكِلُّ". [يُنظَر في «سِيرة وحياة الشَّيخ ابن باز» لإبراهيم الحازمي (١ /١٤٩-١٥٠)].
• مِنَ العُلماء الَّذين ابتُلُوا وعانَوْا المِحَن في سبيل دعْوَتِهم إلى التَّمسُّك بالدَّليل، ونَبْذِ التَّقليد والتَّعصُّب للآراء: مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، البُخاريّ، ابن حزم، ابن تيميَّة، الشَّوْكانيُّ وغيرهم كثيرٌ رحمهم الله جميعًا، وغفر لهم وعفا عنهم، فكان مِنهم مَن ضُرِبَ وشُرِّدَ، وسُجِنَ وعُذِّب، وَأُوذِيَ مِن أقرب النّاس إليه، ومع ذلك كُلِّه لم يخافوا في الله لَوْمَةَ لائِمٍ، بل صَدَعُوا بالحقِّ الَّذي اعتقدوه، فكانت لهم العاقبة أنْ انتشر عِلمُهم، وذاع صِيتُهُم، واشتُهِرت مُصنَّفاتهم، وانتفع النَّاس بها، حتَّى كانوا إذا تكلَّم أحدهم بالكلمة تطير في الآفاق فتبلغ الأقطار، والتَّوفيق كُلُّه مِنَ الله عزَّ وجلَّ نُصرةً لدِينِه وعبادِه.
• الشَّيخ ابن تيميَّة -رحمه الله تعالى- حتَّى مُخالِفُوه كانوا مُعْتَرِفِين بقَدْرِه، مُعَظِّمِين له، خَاضِعِين لعُلُومه.
• قال الإمام الشَّوْكَانيُّ -رحمه الله تعالى-: "وكُنت أتصوَّرُ في نفسي أنَّ هؤُلاء الَّذين يتعصَّبُون عليَّ، ويشغلون أنفسهم بذِكْري والحطِّ عليَّ، هُم أحدُ رَجُلَيْن: إمَّا جاهلٌ لا يدري أنَّه جاهلٌ، ولا يهْتَدِي بالهِداية ولا يَعْرِف الصَّواب، وهذا لا يَعْبَأُ الله به. أو رجُلٌ مُتَمَيِّزٌ له حظٌّ مِن عِلمٍ، وحِصَّةٌ مِن فهمٍ، لكنَّه قد أعمى بصِيرته الحَسَد، وذهب بإنصافه حُبُّ الجَاهِ، وهذا لا ينْجَعُ فيه الدَّواء، ولا تنفع عنده المُحاسنة، ولا يُؤَثِّر فيه شيءٌ" [«أَدَبُ الطَّلَبِ»].
هذا وآخرُ دعٔوَانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبِه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
- نقَلَها الأخُ أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْد الغَفُور -بارك الله فيه-، وَاعْتَنَى بضَبْطِها وتَنْسِيقِها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يَحْيَىٰ أبُو بَكْرٍ -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
يحيىٰ أبو بكر- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 07/11/2024
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:34 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:25 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:15 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» سئل شيخنا العلامة فركوس حفظه الله عن رجلان إختلف في مسألة من مسائل البيوع
الجمعة 25 أكتوبر 2024, 18:16 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن بعض الأشخاص والتجار من خارج ولاية العاصمة، يشترون إقامة لترقيم سياراتهم بال 16 حتى لا يتم عرقلتهم في الحواجز الأمنية.
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:55 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم إدخال الأولاد إلى روضة الأطفال _ فضيلة الشيخ محمد علي فركوس
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:31 من طرف بسكرة السلفية
» فتوى رقم: ١٣٨٨ في حكمِ تأخيرِ ردِّ المالِ الزَّائدِ إلى المُشتري العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 11:12 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن أحد عنده محل لبيع الأكل السّريع.. وقد حدث تسمّم لبعض من أكل عنده، هو يسأل عن تعويضهم.. وهل يعوض في الأيام التي يعملوا فيها بسبب مرضهم ؟!
الإثنين 21 أكتوبر 2024, 14:05 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم جعلِ الصبيّ عقِبَ الإمام الشيخ فركوس حفظه اللّه
الأحد 20 أكتوبر 2024, 16:47 من طرف بسكرة السلفية