المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 89 بتاريخ الثلاثاء 11 أغسطس 2015, 12:23
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وُفِّقْنا بإذن الله تعالى ومِنَّتِه برُفقة ثُلَّةٍ مِن الإخوة الأفاضل -حفظهم الله جميعًا- إلى حُضور مجلسٍ ماتِعٍ مع الشّيخ: محمّد زرارقة -وفّقه الله تعالىٰ-، وذلك يوم الأربعاء ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣م، بعد صلاة الظُّهر بمدينة تُونَان (السواحليّة، تلمسان) حرسها الله وسلّمها مِنْ كلّ سوءٍ. حيث تناول الشّيخ وفّقه الله فيه مُدارسةً وجِيزةً لِوَصِيَّةِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِكُمَيْل بْنِ زِيَادٍ النَّخْعِيّ -رحمه الله تعالىٰ- سيأتي نصُّها. ولَمّا وجدتُ مِن الفوائد الجَمَّةِ في هذه المُدارسة ما ينفع العبد -بتوفيق الله عزّ وجلّ- أحببتُ ضبطها والاعتناء بها في أسطُرٍ مُتواضِعةٍ، لعلّ ينتفع بها الإخوة مِمَّن لم يُوَفَّقُوا للحُضور معنا، حيثُ أسْمَيْتُها "النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان" لِما تحْتَوِيه مِن أسلُوبٍ مُمتِعٍ، وَكلامٍ مُسْتَمْلَحٍ، وأثَرٍ مفيدٍ، والله المُوفِّق، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الوَصِيَّةُ: "أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَّةِ الْجَبَّانُة، فَلَمَّا أَصْحَرَ جَعَلَ يتَنَفَّسُ ثُمَّ قَالَ: «يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، الْقُلُوبُ أَوْعِيَّةٌ خَيْرُهَا أَوْعَاهَا، احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ، النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةِ، وَهَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الإنفاق وفي رواية على الْعَمَلِ وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ، الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ، وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، العِلْمُ يُكسِبُ العَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَصَنيعَةُ الْأَمْوَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ، مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ، هَاه هَاهْ إِنَّ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلْ أَصَبْتُ لَقِنًا غَيْرَ مَاْمُونٍ عَلَيْهِ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِينِ للدُنْيَا يَسْتَظْهِرُ حُجَجَ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ وبِنِعَمِهِ عَلَى كِتَابِهِ أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ، يَنْقَدِحُ الشَّكُ فِي قَلْبِهِ بِأَوّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ لَا ذَا وَلَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُومًا لِلذَّاتِ سَلِسَ القِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مغرى بِجَمْعِ الأَمْوَالِ وَالاِدِّخَارِ لَيْسَا مِنْ دُعَاة الدِّينِ أَقْرَب شَبَهًا بِهِمْ الأَنْعَام السَّائِمَة لذَلِك يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْت حَامِلِيهِ اللَّهُمَّ بِلَى لَنْ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِم للهِ بِحُجَّتِهِ لِكَيْلَا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا، الأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قيلا بهم يدْفع الله عَن حُجَجِهِ حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِم ويزرعوها فِي قُلُوب أشابههم هَجَمَ بِهِم الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَة الأَمْرِ فاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ المُتْرَفُون وأَنِسوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَلَأ الأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتهمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ إِذَا شِئْتَ فَقُمْ".
الفوائد المُستفادة:
• الْجَبَّانُة: ليست المقبرة بل هي المكان الّذي يكون في أوّل المدينة،حيثُ مُصَلَّى العيد.
• أصْحَرَ: وهو الوقت بعد الفجر والشُّرُوق.
• نُورُ العِلم: هو البصيرة الَّتي يُفَرِّق بها العبد بين الحقّ والباطل.
• الرُّكن الوثِيق: وهو العالِم.
• الطّبيب في أصله عاميٌّ عليه أن يرجع للعالِم في المسائل الشّرعيّة (قال الشّيخ فركوس: هَادِي مَافَهْمُوهَاشْ)، فمثلًا: مريضٌ في الإنعاش مُرتبطٌ بآلةٍ للتَّنفُّس الاصطناعيِّ، وفُرَصُ نجاته -طِبيًّا- ضئيلةٌ جدًّا، فيدخل مريضٌ جديدٌ وهو أيضًا بحاجةٍ ماسّةٍ لآلة التَّنفُّس ونِسبة نجاتِه عاليّةٌ مُقارنةٌ بالأوّل، فهُنا مَن الأحقُّ بالآلة مِن الآخر، هذه مسألة يَرْجِع فيها الطّبيب للعالِم، ولا يحكم فيها لوحده. وهنا اختلف العلماء مَن الأحقُّ، والرّاجح أنّ الأسبق إليها هو الأحقّ بها وإن كانت نِسبة نجاتِه ضئيلةً جدًّا كما في مثالنا هذا.
• جوازُ تزْكِيَّة العالِم لنفسه إن كان عنده عِلمٌ، وهذا مِنَ التّحديث بنِعمة الله عليه.
• مِن مظاهر التَّأكُّل بالدَّعوة، الإفتاء على حسب الشَّخص.
• لُزُوم فَهْمِ أصلِ الخِلاف ليس معناه أن تخُوض في الأمر.
• لَمَّا قال الشّيخ فركوس إذا أُغلقت المكتبة لن أتوقّف عن بَثِّ العِلم فيكم، وسأصعد للشُّرفة وأجيبكم من هناك، وقد استهزأ المُلبِّسُ بكلام الشّيخ -حفظه الله تعالىٰ- هذا، فعندما هُدِّدَ الشَّيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله تعالىٰ- مِن طرف المُستعمر الفِرنسيِّ بغَلْقِ المسجد الَّذي كان يُلقِي فيه دُرُوسه، فردَّ عليهم قائلاً:
"إن كُنتُ في حفل عُرسٍ علَّمتُ المُحتفلين، وإن حضرت اجتماعًا علَّمت المُجتمعين، وإن كنتُ في سيّارةٍ علَّمت الرَّاكبين، وإن ركبت قِطارًا علَّمت المُسافرين، وإن دخلت السِّجن علَّمت المسجونين، وإن قتلتمُوني ألهَبْتُم مشاعر المسلمين فخيرٌ لكم ثُمَّ خيرٌ لكم ثُمَّ خيرٌ لكم؛ ألَّا تتعرَّضُوا لأُمَّتي في دِينها؛ فوالله لا تُقاتلكم إلَّا لهذا الدِّين".
• السَّلَفِيُّ أو طالب العِلم إذا ورَدَت عليه شُبهةٌ يدفعها بعِلمه، فإن لم يقدر يرفعها لِمَن هو أعلم منه، وإلَّا بقيَ يُصارعها حتّى تصرعه.
• العبد لا يكون كالمَزْبَلة -أكرمكم الله- تقْبَل أيَّ شيءٍ مِن مُختلف القُمامات والبقايا، فلا يجعل نفسه مَجْمَعًا لأيِّ رأيٍّ ولأيِّ شُبهةٍ ترِدُه.
• لَوْ بقِيَ الحقُّ كما هو لاتَّبعه النّاس، ولكنَّه يُصْبَغُ بالباطل، كذلك الباطل لو بقِيَ كما هو لتركه النَّاس ولكنَّه يُصْبَغ بالحقِّ.
• ألْقِ كَلِمَتَكَ وَامْضِ: أي بَيِّن الحقَّ الَّذي تعتقده وانصرِف، ولا تسمع لِمَن يُلْقِي الشُّبَه والأباطيل.
• لِمَن أراد الاستيزاد في شرح الوصيَّة عليه بكتاب الشّيخ ابن قيّم الجُوزيّة -رحمه الله تعالىٰ-: «مفتاح دار السّعادة ومنشور ولاية العِلم والإرادة».
- اعْتَنَى بضبطها ونقلها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يحيىٰ أبو بكر -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وُفِّقْنا بإذن الله تعالى ومِنَّتِه برُفقة ثُلَّةٍ مِن الإخوة الأفاضل -حفظهم الله جميعًا- إلى حُضور مجلسٍ ماتِعٍ مع الشّيخ: محمّد زرارقة -وفّقه الله تعالىٰ-، وذلك يوم الأربعاء ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣م، بعد صلاة الظُّهر بمدينة تُونَان (السواحليّة، تلمسان) حرسها الله وسلّمها مِنْ كلّ سوءٍ. حيث تناول الشّيخ وفّقه الله فيه مُدارسةً وجِيزةً لِوَصِيَّةِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِكُمَيْل بْنِ زِيَادٍ النَّخْعِيّ -رحمه الله تعالىٰ- سيأتي نصُّها. ولَمّا وجدتُ مِن الفوائد الجَمَّةِ في هذه المُدارسة ما ينفع العبد -بتوفيق الله عزّ وجلّ- أحببتُ ضبطها والاعتناء بها في أسطُرٍ مُتواضِعةٍ، لعلّ ينتفع بها الإخوة مِمَّن لم يُوَفَّقُوا للحُضور معنا، حيثُ أسْمَيْتُها "النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان" لِما تحْتَوِيه مِن أسلُوبٍ مُمتِعٍ، وَكلامٍ مُسْتَمْلَحٍ، وأثَرٍ مفيدٍ، والله المُوفِّق، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الوَصِيَّةُ: "أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَّةِ الْجَبَّانُة، فَلَمَّا أَصْحَرَ جَعَلَ يتَنَفَّسُ ثُمَّ قَالَ: «يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، الْقُلُوبُ أَوْعِيَّةٌ خَيْرُهَا أَوْعَاهَا، احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ، النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةِ، وَهَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الإنفاق وفي رواية على الْعَمَلِ وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ، الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ، وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، العِلْمُ يُكسِبُ العَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَصَنيعَةُ الْأَمْوَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ، مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ، هَاه هَاهْ إِنَّ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلْ أَصَبْتُ لَقِنًا غَيْرَ مَاْمُونٍ عَلَيْهِ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِينِ للدُنْيَا يَسْتَظْهِرُ حُجَجَ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ وبِنِعَمِهِ عَلَى كِتَابِهِ أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ، يَنْقَدِحُ الشَّكُ فِي قَلْبِهِ بِأَوّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ لَا ذَا وَلَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُومًا لِلذَّاتِ سَلِسَ القِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مغرى بِجَمْعِ الأَمْوَالِ وَالاِدِّخَارِ لَيْسَا مِنْ دُعَاة الدِّينِ أَقْرَب شَبَهًا بِهِمْ الأَنْعَام السَّائِمَة لذَلِك يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْت حَامِلِيهِ اللَّهُمَّ بِلَى لَنْ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِم للهِ بِحُجَّتِهِ لِكَيْلَا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا، الأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قيلا بهم يدْفع الله عَن حُجَجِهِ حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِم ويزرعوها فِي قُلُوب أشابههم هَجَمَ بِهِم الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَة الأَمْرِ فاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ المُتْرَفُون وأَنِسوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَلَأ الأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتهمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ إِذَا شِئْتَ فَقُمْ".
الفوائد المُستفادة:
• الْجَبَّانُة: ليست المقبرة بل هي المكان الّذي يكون في أوّل المدينة،حيثُ مُصَلَّى العيد.
• أصْحَرَ: وهو الوقت بعد الفجر والشُّرُوق.
• نُورُ العِلم: هو البصيرة الَّتي يُفَرِّق بها العبد بين الحقّ والباطل.
• الرُّكن الوثِيق: وهو العالِم.
• الطّبيب في أصله عاميٌّ عليه أن يرجع للعالِم في المسائل الشّرعيّة (قال الشّيخ فركوس: هَادِي مَافَهْمُوهَاشْ)، فمثلًا: مريضٌ في الإنعاش مُرتبطٌ بآلةٍ للتَّنفُّس الاصطناعيِّ، وفُرَصُ نجاته -طِبيًّا- ضئيلةٌ جدًّا، فيدخل مريضٌ جديدٌ وهو أيضًا بحاجةٍ ماسّةٍ لآلة التَّنفُّس ونِسبة نجاتِه عاليّةٌ مُقارنةٌ بالأوّل، فهُنا مَن الأحقُّ بالآلة مِن الآخر، هذه مسألة يَرْجِع فيها الطّبيب للعالِم، ولا يحكم فيها لوحده. وهنا اختلف العلماء مَن الأحقُّ، والرّاجح أنّ الأسبق إليها هو الأحقّ بها وإن كانت نِسبة نجاتِه ضئيلةً جدًّا كما في مثالنا هذا.
• جوازُ تزْكِيَّة العالِم لنفسه إن كان عنده عِلمٌ، وهذا مِنَ التّحديث بنِعمة الله عليه.
• مِن مظاهر التَّأكُّل بالدَّعوة، الإفتاء على حسب الشَّخص.
• لُزُوم فَهْمِ أصلِ الخِلاف ليس معناه أن تخُوض في الأمر.
• لَمَّا قال الشّيخ فركوس إذا أُغلقت المكتبة لن أتوقّف عن بَثِّ العِلم فيكم، وسأصعد للشُّرفة وأجيبكم من هناك، وقد استهزأ المُلبِّسُ بكلام الشّيخ -حفظه الله تعالىٰ- هذا، فعندما هُدِّدَ الشَّيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله تعالىٰ- مِن طرف المُستعمر الفِرنسيِّ بغَلْقِ المسجد الَّذي كان يُلقِي فيه دُرُوسه، فردَّ عليهم قائلاً:
"إن كُنتُ في حفل عُرسٍ علَّمتُ المُحتفلين، وإن حضرت اجتماعًا علَّمت المُجتمعين، وإن كنتُ في سيّارةٍ علَّمت الرَّاكبين، وإن ركبت قِطارًا علَّمت المُسافرين، وإن دخلت السِّجن علَّمت المسجونين، وإن قتلتمُوني ألهَبْتُم مشاعر المسلمين فخيرٌ لكم ثُمَّ خيرٌ لكم ثُمَّ خيرٌ لكم؛ ألَّا تتعرَّضُوا لأُمَّتي في دِينها؛ فوالله لا تُقاتلكم إلَّا لهذا الدِّين".
• السَّلَفِيُّ أو طالب العِلم إذا ورَدَت عليه شُبهةٌ يدفعها بعِلمه، فإن لم يقدر يرفعها لِمَن هو أعلم منه، وإلَّا بقيَ يُصارعها حتّى تصرعه.
• العبد لا يكون كالمَزْبَلة -أكرمكم الله- تقْبَل أيَّ شيءٍ مِن مُختلف القُمامات والبقايا، فلا يجعل نفسه مَجْمَعًا لأيِّ رأيٍّ ولأيِّ شُبهةٍ ترِدُه.
• لَوْ بقِيَ الحقُّ كما هو لاتَّبعه النّاس، ولكنَّه يُصْبَغُ بالباطل، كذلك الباطل لو بقِيَ كما هو لتركه النَّاس ولكنَّه يُصْبَغ بالحقِّ.
• ألْقِ كَلِمَتَكَ وَامْضِ: أي بَيِّن الحقَّ الَّذي تعتقده وانصرِف، ولا تسمع لِمَن يُلْقِي الشُّبَه والأباطيل.
• لِمَن أراد الاستيزاد في شرح الوصيَّة عليه بكتاب الشّيخ ابن قيّم الجُوزيّة -رحمه الله تعالىٰ-: «مفتاح دار السّعادة ومنشور ولاية العِلم والإرادة».
- اعْتَنَى بضبطها ونقلها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يحيىٰ أبو بكر -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
يحيىٰ أبو بكر- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 07/11/2024
مواضيع مماثلة
» صَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي
» الْقُنُوتُ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مَتَى يَبْتَدِأُ
» إذَا كَانَ ذِكْرُ رَجُل مَجْمُوعَةٍ كَبِيرَةٍ لِمَا يَكْرَهُون هَلْ يُعَدُّ هَذَا مِنْ الْغِيبَةِ كَأنَ يَصِفَ أَهْلِ وِلَايَةِ أَوْ أَهْلَ بَلَدٍ بِمَا يَكْرَهُونَ؟ العلامة فركوس حفظه الله
» مَنْهَجُ أهلِ السنَّة والجماعة في مُناصَحةِ وُلَاةِ الأمر فيما صَدَرَ منهم مِنْ مُنْكَراتٍ
» الفتوى رقم: ١٣٨٧في حُكمِ تلقِّي السِّلَعِ و بدايتِه وما يَدخلُ فيه مِنْ صُوَرِ التَّلقِّي العلامة فركوس حفظه الله
» الْقُنُوتُ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مَتَى يَبْتَدِأُ
» إذَا كَانَ ذِكْرُ رَجُل مَجْمُوعَةٍ كَبِيرَةٍ لِمَا يَكْرَهُون هَلْ يُعَدُّ هَذَا مِنْ الْغِيبَةِ كَأنَ يَصِفَ أَهْلِ وِلَايَةِ أَوْ أَهْلَ بَلَدٍ بِمَا يَكْرَهُونَ؟ العلامة فركوس حفظه الله
» مَنْهَجُ أهلِ السنَّة والجماعة في مُناصَحةِ وُلَاةِ الأمر فيما صَدَرَ منهم مِنْ مُنْكَراتٍ
» الفتوى رقم: ١٣٨٧في حُكمِ تلقِّي السِّلَعِ و بدايتِه وما يَدخلُ فيه مِنْ صُوَرِ التَّلقِّي العلامة فركوس حفظه الله
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:34 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:25 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:15 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» سئل شيخنا العلامة فركوس حفظه الله عن رجلان إختلف في مسألة من مسائل البيوع
الجمعة 25 أكتوبر 2024, 18:16 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن بعض الأشخاص والتجار من خارج ولاية العاصمة، يشترون إقامة لترقيم سياراتهم بال 16 حتى لا يتم عرقلتهم في الحواجز الأمنية.
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:55 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم إدخال الأولاد إلى روضة الأطفال _ فضيلة الشيخ محمد علي فركوس
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:31 من طرف بسكرة السلفية
» فتوى رقم: ١٣٨٨ في حكمِ تأخيرِ ردِّ المالِ الزَّائدِ إلى المُشتري العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 11:12 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن أحد عنده محل لبيع الأكل السّريع.. وقد حدث تسمّم لبعض من أكل عنده، هو يسأل عن تعويضهم.. وهل يعوض في الأيام التي يعملوا فيها بسبب مرضهم ؟!
الإثنين 21 أكتوبر 2024, 14:05 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم جعلِ الصبيّ عقِبَ الإمام الشيخ فركوس حفظه اللّه
الأحد 20 أكتوبر 2024, 16:47 من طرف بسكرة السلفية