المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 89 بتاريخ الثلاثاء 11 أغسطس 2015, 12:23
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وُفِّقنا بإذن الله تعالى ومِنَّتِه مرَّةً أُخرى برُفقة ثُلَّةٍ مِن الإخوة الأفاضل -حفظهم الله جميعًا- إلى حُضور مجلسٍ ماتِعٍ مع الشّيخ: مُحمَّد زرَارْقَة -وفَّقه الله تعالىٰ-، وذلك يوم الخميس ١٥ ذُو القِعدة ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ٢٣ ماي ٢٠٢٤م، بعد صلاة العَصْرِ بمدينة تُونَان (السواحليَّة، تِلمسان) حرسها الله وسلَّمها مِنْ كلِّ سُوءٍ. حيْثُ تناول الشَّيخ وفَّقه الله فيه مُذاكَرةً في شَحْذِ الهِمَمِ لطَلَبِ العِلم. ولَمَّا وجدتُ مِن الفوائد الجَمَّةِ في هذه المُذاكرة ما ينفع العبد -بتوفيق الله عزَّ وجلَّ- أحبَبْتُ ضَبْطَها والاعتِناء بها في أسطُرٍ مُتواضِعةٍ، لعلَّ ينْتَفع بها الإخوة مِمَّن لَمْ يُوَفَّقُوا للحُضُور معنا، حيثُ أسْمَيْتُها "النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان" لِما تحتَوِيه مِن أسلُوبٍ مُمتِعٍ، وَكلامٍ مُسْتَمْلَحٍ، وأثَرٍ مفيدٍ، والله المُوفِّق، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ (حُذَيْفةَ بنَ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنه) عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا، وَهَدْيًا، وَدَلًّا (أيْ سِيرةً وحالةً وهَيْئَةً) بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (يقصِد: عَبْد اللهِ بن مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه) [أخرجه البُخارِيُّ (٣٧٦٢)].
• كان السَّلف يرجِعُون إلى العُلماء لِاسْتِشَارَتِهم عمَّن يأخُذُون العِلم.
• قال إبراهيم النَّخَعِيُّ -رحمه الله تعالى-: "كانوا إذا أتَوْا الرَّجُل ليأخُذُوا عنه نظَرُوا إلى سَمْتِه، وإلى صَلاته، وإلى حالِه، ثمَّ يأخذون عنه" [«الجامع لأخلاق الرَّاوي» للخطيب البغداديِّ (١/٢٨)].
• كان السَّلف يُعَظِّمُون شَأْنَ الصَّلاة، وهُو أوَّل أمرٍ كانوا يحرِصُون عليه فِي الرَّجُل الَّذي يأخُذُون عنه العِلم، فينظُرُون إلى صلاته، إذا رأَوْا أنَّها تُشْبِهُ صلاة النَّبِيِّ ﷺ بما علِمُوه مِن عِلمٍ في هَدْيِه ﷺ في صِفة صلاته تمسَّكُوا به. ثُمَّ ينظُرُون إلى هَدْيِهُ، ثُمَّ إلى سَمْتُهُ، فيَجْمَعُون بذلك بين العِلم والعمل. يعني يأخُذُون عمَّن جمَع بين العِلم والعمل.
• لا يُطْلَبُ العِلم مِن مُبتدِعٍ، لأنَّ طلب العِلم على أهل البِدَعِ مُنافٍ لهَجْرِهم، فإذا جلَسْتَ لهُم فأنتَ تُكَثِّر سَوَادَهم، ولوْ أُوتِيَ أحدهم ما أُوتِيَ مِن العلم، ولوْ أُوتِيتَ أنتَ ما أُوتِيتَ مِن الفَطانَة والنَّباهَة، كأنْ تقولَ آخذ عنه فقط اللُّغة، أو فقط النَّحو أو فقط المواريث، هو قويٌّ في هذا العِلم، اِعلَم أنَّه سَيَدُسُّ لكَ السُّمِّ في العسل.
• مِن أهلِ السُّنَّة حتَّى وإنْ كان مُدرِّسًا للرِّياضيات تجد فيه النَّفَس السَّلفيَّ، تجدُه لا يحِيد عن منهجِه ويستدِلُّ لنُصْرَتِه.
• الرُّجُوع إنَّما يكون للعالِم الَّذي هُو ابن زمانِك.
• مِنَ الأمُور الَّتي اسْتَفَدْنَاها مِنَ الشّيخ فركوس حفظه الله تعالى في فِتنة الحَلَبِيِّ، حيث قَعَّدَ لنا قاعدة عِنْد مَن نطلُبُ العِلم، بأنْ ننظُر في أربعة أشياء: أوّلاً يُنظَرُ هل عِندهُ عِلمٌ، ويشهَدُ له بذلك أهلُ زمانه بأنَّ له زادًا عِلميًّا، وهو سليمُ الاعتقاد وخالٍ مِنَ الشُّبَهِ. وهذه لا تكفي، فإنْ سَلِمَ مِنَ الأولى يُنظَرُ هل هُو يعمل بعِلمِه، فتجدُ مثلًا دكتور في العقيدة أو دكتور في الحديث ويُصلِّي في البيت أو حَلِيقُ اللِّحْيَّة. وهذه أيضًا لا تكفي، فإنْ سَلِمَ مِنَ الثَّانيَّة يُنظَرُ إلى مُحيطِه، هل هو صافٍ نقِيٌّ، مع مَنْ يمشي، فرُبَّما تجده يُصاحب ويُجالس المُمَيِّعَة والمُبْتَدِعة والطَّاعِنِين. إنْ وُجِدَت فيه هذه الخِصالُ الثَّلاثَة، فيُنظَرُ إلى الرّابعة وهي الأساس ومِسكُ الخِتام، هل له مواقف ثابتةٌ راسِخةٌ في السّاحة الدَّعوِيَّة عندما يَحْتَذِمُ الصِّراعُ بين الحقِّ والباطِل، لا يسكُت ويكون مُحايِدًا، أمّا إذا لم تكن فيه هذه الرّابعة فسيُعلِّمُك التَّخْذيل. هذه الأربعُ إذا اجتمعت في الرَّجُل فعُضَّ عليه بالنَّواجِد، واجلِس لهُ، وتعلَّم منه.
• الصَّحَابَةُ رَضِيَ الله عنهم كانوا أصحابَ مواقِفٍ ثابتةٍ مُشَرِّفةٍ وَمنها:
"عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ؛ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ. يَعْنِي قَوْلَهُ" [أخرجه البُخارِيُّ (٣٩٥٢)].
"قَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لَأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا" [أخرجه مُسلم (١٧٧٩)].
• ومِن المواقف الصّارِمَةِ في ذلك هَجْرُ النَّبِيِّ ﷺ لِلصَّحابِيِّ كَعْب بن مَالِكٍ رضيَ الله عنه وصاحِبَيْه حينَ تَخَلَّفوا عن غَزوةِ تَبُوك، وأمَرَ الصَّحابة رضيَ الله عنهم بذلك [أخرجه البُخاريُّ (٤٤١٨)، ومُسلم (٢٧٦٩)]. وقال الإمام ابن القيَّم -رحمه الله تعالى- مُعلِّقًا على هذه الحادِثة: "وفيه دليلٌ أيضًا على هُجران الإمام والعالِم والمُطاع لِمَن فعل ما يستَوْجِب العتَب" [«زاد المعاد» (٣/٥٧٨)].
• التَّسليم والتَّحكيم وعدمُ الرَّدِّ، مِن شُرُوط مُتابعة النَّبِيِّ ﷺ.
• نَقَلَ البَغَويُّ إجْماعَ الصَّحابةِ والتَّابِعينَ وعُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ على مُعاداةِ أهلِ البِدَعِ؛ حَيثُ قال: "قد مَضَتِ الصَّحابةُ والتَّابِعُونَ وأتباعُهم وعُلماءُ السُّنَّة على هذا مُجْمِعِين مُتَّفِقِين، على مُعاداةِ أهلِ البِدَعِ، ومُهاجَرَتِهم" [«شرح السُّنَّة» (١/٢٢٧)].
• وكان عبد الرَّحمـٰن بن مهدي يقول: "ثلاثةٌ لا يُحْمَل عنهم: الرَّجُل المُتَّهَم بالكذِب، والرَّجُل الكثير الوَهْم والغَلَط، ورجلٌ صاحب هوى يدعو إلى بدعة" [أخرجه عبد الله بن أحمد في «العِلل» (النّص: ٤٩٤٧) وعنه: العقيلي (١/٨) وإسناده صحيحٌ].
• قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "لا يُؤخَذ العِلم عن أربعةٍ: سفيهٍ يُعلِن السَّفهَ وإن كان أروى النَّاس، وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه، ومَن يكذب في حديث النَّاس وإن كُنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به" [«سِيَرُ أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٧/ ١٦٢)].
• مرَّةً جاءني طالبٌ يدْرُس عِندي في المسجد بِشُبْهَةٍ ألقاها عليه أستاذُه الَّذي يُدرِّسُه العُلوم الشَّرعيَّة وهو حَلَبِيٌّ، فكان لَمَّا يُلقِي هذا الأستاذ السّلام على الطَّالِب لا يرُدُّ عليه هذا الأخير، فقال له: أنا مسلمٌ ولستُ كافرًا حتَّى لا ترُدَّ التَّحيَّة عليَّ؟ فقُلتُ له بأنَّ لي جوابًا صغيرًا على هذه الشُّبهة، لكن حتَّى نستفيد وتستفيد اذهب واسأل الشّيخ فركوس حفظه الله، فسأل الشّيخ وأجابه وقال له: قُل له صحيح أنتَ مسلمٌ، لكنّك واقعٌ في بِدعةٍ، فنحن تركناه نُظهر له الشِّدَّة والبُغض في الله، لكن نُكِنُّ له المحبَّة، نُحبُّه لِما فيه مِن الصّلاة والزّكاة والصِّيَّام والأعمال الصّالحة، هذه نُخفيها ولا نُظهِرُها حتَّى لا يكون لنا منهج المُوازنات، فنحن نُشدِّد عليه لِيَرجع، إن كان صادقًا مُخلِصًا فسيرجع.
• قال بندار بن الحسين: "صُحبة أهل البِدَع تُورِثُ الإعراض عن الحقِّ" [«الاعتصام» للشّاطبيّ (ص ١٢٠)]. وهذا جزاءً وِفاقًا.
• قال القحطانيُّ في نُونِيَّتِهِ: لَا يَصْحَبُ الْبِدْعِيُّ إِلَّا مِثْلَهُ * تَحْتَ الدُّخَانِ تُؤَجَّجُ النِّيرَانُ.
• قال عبد الله ابن مسعود رضِيَ الله عنه: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا جَاءَ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ فَذَاكَ حِينَ هَلَكُوا» [«المُعجَم الكبير» للطَّبرانيّ (٨٥١٠)].
• كثيرٌ مِن الإخوة في مسائل كِبار تجده يرجِع فيها إلى الطَّلبة، والشَّيخ موجودٌ! لِما لا تعرِض المسألة عليه. الطَّلبة إنَّما يُرْجَع لهم ليشرحُوا لك كلام الشّيخ... هذا ليس معناه أنْ لا تدْرُس عند الطَّلبة، لكن هناك مسائل لها أهلها ولها كِبارُها، ولابُدَّ أنْ يكون لك جُلُوسٌ عند العلماء، فالمُتعلِّمُ لازِمٌ عليه أنْ يجلس عند العالِم.
• سيكتب التّاريخ ذلك: سيسألُك أولادك وأحفادك عن الشّيخ فركوس حفظه الله، سيقولُون لك حدِّثنا عنه وقد عاصَرْتَهُ، فبِما ستُجِيبُهم؟! وأنتَ لعلَّك حَضَرْتَ مجلِسَه مرَّةً واحدةً، أو لم تحضُر له إطلاقًا، هل ستَتَحَجَّجُ لهُم بأعذارٍ واهيَّةٍ، أم ستُخبرهم أنَّك لم تكُن تملِك الهِمَّة الكافيَّة.
هُم سيقرؤُون عنه في التّاريخ، ويتساءلون عجبًا كيف لم تذْهَبْ إليه؟! كيف فَوَّتَّ على نفسِك مِثل هذه الفُرصة؟! لن تجِد جوابًا، وستبقى هذه وَصْمَةَ عارٍ على جَبِينِك، أنَّ الشّيخ كان بَيْنَك ومعَك ولم يُكْتَب لك ذلك الخير العظيم.
• "قال ابن قُتَيْبَة رحمه الله: سُئِلتُ عن قولِهِ: لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما أخَذوا العِلْمَ عن أكابِرِهِمْ. يُريدُ لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما كان علماؤُهُم المشايخَ، ولم يكن علماؤُهُمْ الأحداث؛ لأنَّ الشَّيخَ قد زالتْ عنه مُتْعَةُ الشَّباب، وحِدَّتُهُ، وعَجَلَتُهُ، وسَفَهُهُ، واستصحبَ التَّجْرِبَةَ، والخِبْرَةَ، فلا تدخلُ عليه في علْمِهِ الشُّبْهَةُ، ولا يَغْلِبُ عليه الهَوَى، ولا يَميلُ بِهِ الطَّمَعُ، ولا يَسْتَزِلُّهُ الشَّيْطانُ اسْتِزْلالَ الحَدَث، ومَعَ السِّنِّ الوَقارُ، والجَلالَةُ، والهَيْبَةُ. والحَدَثُ قد تَدْخُلُ عليه هذه الأمورُ الَّتي أُمِنَتْ على الشَّيخ، فإذا دَخَلَتْ عليه وأَفْتَى، هَلَكَ وأهْلَكَ" [«نصيحة أهل الحديث» للبغداديّ (٨)].
• مِنَ الأمور الَّتي ينبغي لطالب العِلم الاهتمام بها: التَّفرُّغ للعِلم، "العِلم لا يُعطيك بَعْضَه إلَّا إذَا أعْطَيْتَه كُلَّكَ".
• مُؤَخَّرًا في مجالس الشّيخ استفدنا فائدةً، بعد أنْ سأله أحدُهم لماذا لا يفعل الإنسان ما فعله الصَّحابة رضيَ الله عنهم، فقال الشّيخ أنَّ الصَّحابة لم يكونوا يَبْتَاعُون في محلَّاتهم من الصَّباح إلى اللَّيل، فتجِدُهم كانوا يكْتَفُون بِقُوتِ يومهم فقط، ثُمَّ يغْلِقُون ويسْعَوْنَ في طلب العِلم، فكانوا رضيَ الله عنهم تُجَّارًا عُلماء.
• أيضًا مِمَّا يجب الاعتناء به بعد التَّفرُّغ لطلب العِلم أنْ لا يُهمِل طالب العِلم الرِّحْلة.
• لابُدَّ على الأقلِّ يكون لك يومٌ في الأسبوع تحضر فيه للشّيخ كَيْ تستفيد، وصدِّقُوني والإخوة هُنا يشهدون بذلك، تذهب ليومٍ تبقى يومَيْن وهكذا.
• في بداية الأحداث، عندما كُنَّا نَجُولُ الوِلايات لِشَرح بيان الشَّيخ، نزَلتُ في مدينة تِيمِيمُون، تَعجَّبْتُ! فقد وجَدْتُهم فاهِمِين للمنهج أحسن مِن أصحاب العاصِمة، دقائق المسائل قد وَعَوْهَا، وفي أوْجِ الأحداث، وكأنَّهم يسكُنُون في القُّبَّة، على عكسِ ما عندنا في العاصمة، تجِد مَنْ ليس لهُ دِرايَة تامَّة بكُلِّ هذه الأمور، فأطْلَعُوني أنَّ لهم برنامجًا يوميًّا، بِحيث يحرسُون أنْ يحضُرَ أحدٌ منهُم كلَّ يومٍ مجلس الشّيخ، فيُدَوِّن كلامه حفظه الله، وعندما يعُود إليهم يجلِسُون إليه ويُراجِعون ويتَدَارسُون كلام الشَّيخ فيما بينهم، مِن بعد المغرِب إلى اللَّيل حتَّى ينْتَهُوا مِنه، وفي المُقابل يذهب أحدٌ آخر في اليوم المُوالِي وهكذا دَوَالَيْكَ، على أنْ يتَشَاركُوا هُم في دَفع تكاليف السَّفر الكاملة للمَعْنِيِّ، فلا تكادُ تجِدُ مَن هو مُلَبَّسٌ عليه في هذه المنطقة. وهكذا يجب أنْ يكون طالب العِلم، فلا يقُول أنا لم يبلُغني شيءٌ، فمِنهم مَن لا يكتِرثُ بتاتًا، وهذا لا يجب أن يكون، لابُدَّ أنْ يُلِمَّ بِما يدُور في السَّاحة، فهذه أمُورٌ مُهِمَّةٌ لعِبادته ودِينِه حتَّى لا يُلَبِّسَ عليه أيُّ أحدٍ.
• قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ" [أخرجه البُخارِيُّ (٥٠٠٢)، ومُسلِمٌ (٢٤٦٣) باختلافٍ يسيرٍ].
• مِمَّا يُبتَلَى بِه طالب العِلم أيضًا العمل بالعِلم.
• قال ابن الأعرابي: "لا يُقال للعالِم رَبَّاني حتَّى يكون عالِمًا مُعلِّمًا عامِلًا" [«فتح الباري» (١٦٢/١)].
• عن عبد الرَّحمـٰن بن مهدي قال: سمِعت سُفيان يقول: "ما بلغني عن رسول الله ﷺ حديثٌ قَطُّ إلَّا عمِلتُ به، ولو مرَّة" [«سِيَر أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٢٤٣/٧)].
• قال الإمام أحمد بن حنبل: "ما كتبتُ حديثًا إلَّا وقد عمِلتُ به، حتَّى مرَّ بي أنَّ النَّبِيَّ ﷺ احْتَجَم وأعطى أبَا طِيبَةَ دينارًا، فأعطيْتُ الحجَّام دينارًا حين احْتَجَمْتُ" [«سِيَر أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٢١٣/١١)].
• قال وكيعٌ: "كان الأعمش (سُلَيْمان بن مِهرْان الأَسَدِيُّ) قريبًا مِن سَبْعِين سنةً، لَمْ تفُتْهُ التَّكبيرة الأولى" [أخرجه ابن الجعد في «المُسند» (٧٥٥)، وأبو نعيم في «حِلْيَة الأولياء وطبقات الأصفياء» (٤٨/٥)].
• ماذا نفعل نحن؟! تجدُ دَوْمًا وفي أغلب المساجد الصَّفَّ الأوَّل فيه الشُّيُوخ وكِبار السِّنِّ أنفسهم، يُمسِكُون المصاحف وقد أتَوْا باكِرًا، ثُمَّ تجد الآخرين مَن يُكَبِّر التَّكبيرة الأولى مع الإمام، ومَن يُرَقِّع صلاته... البعض مِمَّن يُحافِظون على الصَّلاة في الصَّفِّ الأوَّل، تجِدهم يتَذَمَّرُون عِند دُخُول شهر رمضان لأنَّ المسجد ولله الحمد يمتلِئ، وجُمُوع المُصلِّين تكثُر فيُزَاحِمُونهم في الصَّفِّ الأوَّل. أقُول المُشكل ليس فيمَن جاء يُصلِّي في رمضان بسبب تَوْبَتِهِ، بل المُشكل فيمَن كان مُحافظًا على صلاتِه في الصَفِّ الأوَّل وهو الآن يتذمَّر، فأنت أدْرَى بمسجد حَيِّكَ، وبوَقتِ امتلائِه بعشر دقائق أو رُبْع ساعةٍ، إذًا في شهر رمضان اذهب مُبكِّرًا عن العادَة بنِصف ساعةٍ مثلًا، وهكذا تُدرِك الصَّفَّ الأوَّل، وإنْ دَعَت الضَّرُورة اذهب بساعةٍ كاملةٍ قبل موعِد الصّلاة، هذه هي المُنافسة على الخيْرات، فلا تَلُم غيرك.
• قال ابن الجَوْزِيِّ: "لقِيتُ مشايِخَ، أحوالهم مُختلفةٌ، يتفاوَتُون في مقاديرهم في العِلم، وكان أنفعهم لي في صُحبته العامل منهم بعِلمه، وإن كان غيره أعلم منه" [«صَيْد الخاطر» (١٥٨)].
• الاعتناء بعد العِلم بالفهم، وهذا هو المُشكل الآن في السَّاحة الدَّعويَّة، فالكثيرُ لا يفهمون المسائل على حقيقتها.
• عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ (الأراضي الصّلبة الَّتي تُمسِك الماء فلا تشربه سريعًا) أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا، وَسَقَوْا، وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ (جمع قاع، وهو الأرض المُستَوِيَّة الملساء الَّتي لا نبات فيها) لَا تُمْسِكُ مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» [أخرجه البُخارِيُّ (٧٩)، ومُسلم (٢٢٨٢) باختلافٍ يسيرٍ].
في آخِر المجلِس وعَدَنا الشّيخ جزاهُ الله خيرًا بأنَّه سيكون له مجالس أخرى إن شاء الله تعالى في العُطلة، حيثِ سيشرح فيها رِسالة "الإخلاص بركة العِلم وسرُّ التَّوفيق" لفضيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالى-.
- اعْتَنَى بضبطها ونقلها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يَحْيَىٰ أبُو بَكْرٍ -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وُفِّقنا بإذن الله تعالى ومِنَّتِه مرَّةً أُخرى برُفقة ثُلَّةٍ مِن الإخوة الأفاضل -حفظهم الله جميعًا- إلى حُضور مجلسٍ ماتِعٍ مع الشّيخ: مُحمَّد زرَارْقَة -وفَّقه الله تعالىٰ-، وذلك يوم الخميس ١٥ ذُو القِعدة ١٤٤٥ه، المُوافق لِـ ٢٣ ماي ٢٠٢٤م، بعد صلاة العَصْرِ بمدينة تُونَان (السواحليَّة، تِلمسان) حرسها الله وسلَّمها مِنْ كلِّ سُوءٍ. حيْثُ تناول الشَّيخ وفَّقه الله فيه مُذاكَرةً في شَحْذِ الهِمَمِ لطَلَبِ العِلم. ولَمَّا وجدتُ مِن الفوائد الجَمَّةِ في هذه المُذاكرة ما ينفع العبد -بتوفيق الله عزَّ وجلَّ- أحبَبْتُ ضَبْطَها والاعتِناء بها في أسطُرٍ مُتواضِعةٍ، لعلَّ ينْتَفع بها الإخوة مِمَّن لَمْ يُوَفَّقُوا للحُضُور معنا، حيثُ أسْمَيْتُها "النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان" لِما تحتَوِيه مِن أسلُوبٍ مُمتِعٍ، وَكلامٍ مُسْتَمْلَحٍ، وأثَرٍ مفيدٍ، والله المُوفِّق، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ (حُذَيْفةَ بنَ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنه) عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا، وَهَدْيًا، وَدَلًّا (أيْ سِيرةً وحالةً وهَيْئَةً) بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (يقصِد: عَبْد اللهِ بن مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه) [أخرجه البُخارِيُّ (٣٧٦٢)].
• كان السَّلف يرجِعُون إلى العُلماء لِاسْتِشَارَتِهم عمَّن يأخُذُون العِلم.
• قال إبراهيم النَّخَعِيُّ -رحمه الله تعالى-: "كانوا إذا أتَوْا الرَّجُل ليأخُذُوا عنه نظَرُوا إلى سَمْتِه، وإلى صَلاته، وإلى حالِه، ثمَّ يأخذون عنه" [«الجامع لأخلاق الرَّاوي» للخطيب البغداديِّ (١/٢٨)].
• كان السَّلف يُعَظِّمُون شَأْنَ الصَّلاة، وهُو أوَّل أمرٍ كانوا يحرِصُون عليه فِي الرَّجُل الَّذي يأخُذُون عنه العِلم، فينظُرُون إلى صلاته، إذا رأَوْا أنَّها تُشْبِهُ صلاة النَّبِيِّ ﷺ بما علِمُوه مِن عِلمٍ في هَدْيِه ﷺ في صِفة صلاته تمسَّكُوا به. ثُمَّ ينظُرُون إلى هَدْيِهُ، ثُمَّ إلى سَمْتُهُ، فيَجْمَعُون بذلك بين العِلم والعمل. يعني يأخُذُون عمَّن جمَع بين العِلم والعمل.
• لا يُطْلَبُ العِلم مِن مُبتدِعٍ، لأنَّ طلب العِلم على أهل البِدَعِ مُنافٍ لهَجْرِهم، فإذا جلَسْتَ لهُم فأنتَ تُكَثِّر سَوَادَهم، ولوْ أُوتِيَ أحدهم ما أُوتِيَ مِن العلم، ولوْ أُوتِيتَ أنتَ ما أُوتِيتَ مِن الفَطانَة والنَّباهَة، كأنْ تقولَ آخذ عنه فقط اللُّغة، أو فقط النَّحو أو فقط المواريث، هو قويٌّ في هذا العِلم، اِعلَم أنَّه سَيَدُسُّ لكَ السُّمِّ في العسل.
• مِن أهلِ السُّنَّة حتَّى وإنْ كان مُدرِّسًا للرِّياضيات تجد فيه النَّفَس السَّلفيَّ، تجدُه لا يحِيد عن منهجِه ويستدِلُّ لنُصْرَتِه.
• الرُّجُوع إنَّما يكون للعالِم الَّذي هُو ابن زمانِك.
• مِنَ الأمُور الَّتي اسْتَفَدْنَاها مِنَ الشّيخ فركوس حفظه الله تعالى في فِتنة الحَلَبِيِّ، حيث قَعَّدَ لنا قاعدة عِنْد مَن نطلُبُ العِلم، بأنْ ننظُر في أربعة أشياء: أوّلاً يُنظَرُ هل عِندهُ عِلمٌ، ويشهَدُ له بذلك أهلُ زمانه بأنَّ له زادًا عِلميًّا، وهو سليمُ الاعتقاد وخالٍ مِنَ الشُّبَهِ. وهذه لا تكفي، فإنْ سَلِمَ مِنَ الأولى يُنظَرُ هل هُو يعمل بعِلمِه، فتجدُ مثلًا دكتور في العقيدة أو دكتور في الحديث ويُصلِّي في البيت أو حَلِيقُ اللِّحْيَّة. وهذه أيضًا لا تكفي، فإنْ سَلِمَ مِنَ الثَّانيَّة يُنظَرُ إلى مُحيطِه، هل هو صافٍ نقِيٌّ، مع مَنْ يمشي، فرُبَّما تجده يُصاحب ويُجالس المُمَيِّعَة والمُبْتَدِعة والطَّاعِنِين. إنْ وُجِدَت فيه هذه الخِصالُ الثَّلاثَة، فيُنظَرُ إلى الرّابعة وهي الأساس ومِسكُ الخِتام، هل له مواقف ثابتةٌ راسِخةٌ في السّاحة الدَّعوِيَّة عندما يَحْتَذِمُ الصِّراعُ بين الحقِّ والباطِل، لا يسكُت ويكون مُحايِدًا، أمّا إذا لم تكن فيه هذه الرّابعة فسيُعلِّمُك التَّخْذيل. هذه الأربعُ إذا اجتمعت في الرَّجُل فعُضَّ عليه بالنَّواجِد، واجلِس لهُ، وتعلَّم منه.
• الصَّحَابَةُ رَضِيَ الله عنهم كانوا أصحابَ مواقِفٍ ثابتةٍ مُشَرِّفةٍ وَمنها:
"عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ؛ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ. يَعْنِي قَوْلَهُ" [أخرجه البُخارِيُّ (٣٩٥٢)].
"قَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لَأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا" [أخرجه مُسلم (١٧٧٩)].
• ومِن المواقف الصّارِمَةِ في ذلك هَجْرُ النَّبِيِّ ﷺ لِلصَّحابِيِّ كَعْب بن مَالِكٍ رضيَ الله عنه وصاحِبَيْه حينَ تَخَلَّفوا عن غَزوةِ تَبُوك، وأمَرَ الصَّحابة رضيَ الله عنهم بذلك [أخرجه البُخاريُّ (٤٤١٨)، ومُسلم (٢٧٦٩)]. وقال الإمام ابن القيَّم -رحمه الله تعالى- مُعلِّقًا على هذه الحادِثة: "وفيه دليلٌ أيضًا على هُجران الإمام والعالِم والمُطاع لِمَن فعل ما يستَوْجِب العتَب" [«زاد المعاد» (٣/٥٧٨)].
• التَّسليم والتَّحكيم وعدمُ الرَّدِّ، مِن شُرُوط مُتابعة النَّبِيِّ ﷺ.
• نَقَلَ البَغَويُّ إجْماعَ الصَّحابةِ والتَّابِعينَ وعُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ على مُعاداةِ أهلِ البِدَعِ؛ حَيثُ قال: "قد مَضَتِ الصَّحابةُ والتَّابِعُونَ وأتباعُهم وعُلماءُ السُّنَّة على هذا مُجْمِعِين مُتَّفِقِين، على مُعاداةِ أهلِ البِدَعِ، ومُهاجَرَتِهم" [«شرح السُّنَّة» (١/٢٢٧)].
• وكان عبد الرَّحمـٰن بن مهدي يقول: "ثلاثةٌ لا يُحْمَل عنهم: الرَّجُل المُتَّهَم بالكذِب، والرَّجُل الكثير الوَهْم والغَلَط، ورجلٌ صاحب هوى يدعو إلى بدعة" [أخرجه عبد الله بن أحمد في «العِلل» (النّص: ٤٩٤٧) وعنه: العقيلي (١/٨) وإسناده صحيحٌ].
• قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "لا يُؤخَذ العِلم عن أربعةٍ: سفيهٍ يُعلِن السَّفهَ وإن كان أروى النَّاس، وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه، ومَن يكذب في حديث النَّاس وإن كُنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به" [«سِيَرُ أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٧/ ١٦٢)].
• مرَّةً جاءني طالبٌ يدْرُس عِندي في المسجد بِشُبْهَةٍ ألقاها عليه أستاذُه الَّذي يُدرِّسُه العُلوم الشَّرعيَّة وهو حَلَبِيٌّ، فكان لَمَّا يُلقِي هذا الأستاذ السّلام على الطَّالِب لا يرُدُّ عليه هذا الأخير، فقال له: أنا مسلمٌ ولستُ كافرًا حتَّى لا ترُدَّ التَّحيَّة عليَّ؟ فقُلتُ له بأنَّ لي جوابًا صغيرًا على هذه الشُّبهة، لكن حتَّى نستفيد وتستفيد اذهب واسأل الشّيخ فركوس حفظه الله، فسأل الشّيخ وأجابه وقال له: قُل له صحيح أنتَ مسلمٌ، لكنّك واقعٌ في بِدعةٍ، فنحن تركناه نُظهر له الشِّدَّة والبُغض في الله، لكن نُكِنُّ له المحبَّة، نُحبُّه لِما فيه مِن الصّلاة والزّكاة والصِّيَّام والأعمال الصّالحة، هذه نُخفيها ولا نُظهِرُها حتَّى لا يكون لنا منهج المُوازنات، فنحن نُشدِّد عليه لِيَرجع، إن كان صادقًا مُخلِصًا فسيرجع.
• قال بندار بن الحسين: "صُحبة أهل البِدَع تُورِثُ الإعراض عن الحقِّ" [«الاعتصام» للشّاطبيّ (ص ١٢٠)]. وهذا جزاءً وِفاقًا.
• قال القحطانيُّ في نُونِيَّتِهِ: لَا يَصْحَبُ الْبِدْعِيُّ إِلَّا مِثْلَهُ * تَحْتَ الدُّخَانِ تُؤَجَّجُ النِّيرَانُ.
• قال عبد الله ابن مسعود رضِيَ الله عنه: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا جَاءَ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ فَذَاكَ حِينَ هَلَكُوا» [«المُعجَم الكبير» للطَّبرانيّ (٨٥١٠)].
• كثيرٌ مِن الإخوة في مسائل كِبار تجده يرجِع فيها إلى الطَّلبة، والشَّيخ موجودٌ! لِما لا تعرِض المسألة عليه. الطَّلبة إنَّما يُرْجَع لهم ليشرحُوا لك كلام الشّيخ... هذا ليس معناه أنْ لا تدْرُس عند الطَّلبة، لكن هناك مسائل لها أهلها ولها كِبارُها، ولابُدَّ أنْ يكون لك جُلُوسٌ عند العلماء، فالمُتعلِّمُ لازِمٌ عليه أنْ يجلس عند العالِم.
• سيكتب التّاريخ ذلك: سيسألُك أولادك وأحفادك عن الشّيخ فركوس حفظه الله، سيقولُون لك حدِّثنا عنه وقد عاصَرْتَهُ، فبِما ستُجِيبُهم؟! وأنتَ لعلَّك حَضَرْتَ مجلِسَه مرَّةً واحدةً، أو لم تحضُر له إطلاقًا، هل ستَتَحَجَّجُ لهُم بأعذارٍ واهيَّةٍ، أم ستُخبرهم أنَّك لم تكُن تملِك الهِمَّة الكافيَّة.
هُم سيقرؤُون عنه في التّاريخ، ويتساءلون عجبًا كيف لم تذْهَبْ إليه؟! كيف فَوَّتَّ على نفسِك مِثل هذه الفُرصة؟! لن تجِد جوابًا، وستبقى هذه وَصْمَةَ عارٍ على جَبِينِك، أنَّ الشّيخ كان بَيْنَك ومعَك ولم يُكْتَب لك ذلك الخير العظيم.
• "قال ابن قُتَيْبَة رحمه الله: سُئِلتُ عن قولِهِ: لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما أخَذوا العِلْمَ عن أكابِرِهِمْ. يُريدُ لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما كان علماؤُهُم المشايخَ، ولم يكن علماؤُهُمْ الأحداث؛ لأنَّ الشَّيخَ قد زالتْ عنه مُتْعَةُ الشَّباب، وحِدَّتُهُ، وعَجَلَتُهُ، وسَفَهُهُ، واستصحبَ التَّجْرِبَةَ، والخِبْرَةَ، فلا تدخلُ عليه في علْمِهِ الشُّبْهَةُ، ولا يَغْلِبُ عليه الهَوَى، ولا يَميلُ بِهِ الطَّمَعُ، ولا يَسْتَزِلُّهُ الشَّيْطانُ اسْتِزْلالَ الحَدَث، ومَعَ السِّنِّ الوَقارُ، والجَلالَةُ، والهَيْبَةُ. والحَدَثُ قد تَدْخُلُ عليه هذه الأمورُ الَّتي أُمِنَتْ على الشَّيخ، فإذا دَخَلَتْ عليه وأَفْتَى، هَلَكَ وأهْلَكَ" [«نصيحة أهل الحديث» للبغداديّ (٨)].
• مِنَ الأمور الَّتي ينبغي لطالب العِلم الاهتمام بها: التَّفرُّغ للعِلم، "العِلم لا يُعطيك بَعْضَه إلَّا إذَا أعْطَيْتَه كُلَّكَ".
• مُؤَخَّرًا في مجالس الشّيخ استفدنا فائدةً، بعد أنْ سأله أحدُهم لماذا لا يفعل الإنسان ما فعله الصَّحابة رضيَ الله عنهم، فقال الشّيخ أنَّ الصَّحابة لم يكونوا يَبْتَاعُون في محلَّاتهم من الصَّباح إلى اللَّيل، فتجِدُهم كانوا يكْتَفُون بِقُوتِ يومهم فقط، ثُمَّ يغْلِقُون ويسْعَوْنَ في طلب العِلم، فكانوا رضيَ الله عنهم تُجَّارًا عُلماء.
• أيضًا مِمَّا يجب الاعتناء به بعد التَّفرُّغ لطلب العِلم أنْ لا يُهمِل طالب العِلم الرِّحْلة.
• لابُدَّ على الأقلِّ يكون لك يومٌ في الأسبوع تحضر فيه للشّيخ كَيْ تستفيد، وصدِّقُوني والإخوة هُنا يشهدون بذلك، تذهب ليومٍ تبقى يومَيْن وهكذا.
• في بداية الأحداث، عندما كُنَّا نَجُولُ الوِلايات لِشَرح بيان الشَّيخ، نزَلتُ في مدينة تِيمِيمُون، تَعجَّبْتُ! فقد وجَدْتُهم فاهِمِين للمنهج أحسن مِن أصحاب العاصِمة، دقائق المسائل قد وَعَوْهَا، وفي أوْجِ الأحداث، وكأنَّهم يسكُنُون في القُّبَّة، على عكسِ ما عندنا في العاصمة، تجِد مَنْ ليس لهُ دِرايَة تامَّة بكُلِّ هذه الأمور، فأطْلَعُوني أنَّ لهم برنامجًا يوميًّا، بِحيث يحرسُون أنْ يحضُرَ أحدٌ منهُم كلَّ يومٍ مجلس الشّيخ، فيُدَوِّن كلامه حفظه الله، وعندما يعُود إليهم يجلِسُون إليه ويُراجِعون ويتَدَارسُون كلام الشَّيخ فيما بينهم، مِن بعد المغرِب إلى اللَّيل حتَّى ينْتَهُوا مِنه، وفي المُقابل يذهب أحدٌ آخر في اليوم المُوالِي وهكذا دَوَالَيْكَ، على أنْ يتَشَاركُوا هُم في دَفع تكاليف السَّفر الكاملة للمَعْنِيِّ، فلا تكادُ تجِدُ مَن هو مُلَبَّسٌ عليه في هذه المنطقة. وهكذا يجب أنْ يكون طالب العِلم، فلا يقُول أنا لم يبلُغني شيءٌ، فمِنهم مَن لا يكتِرثُ بتاتًا، وهذا لا يجب أن يكون، لابُدَّ أنْ يُلِمَّ بِما يدُور في السَّاحة، فهذه أمُورٌ مُهِمَّةٌ لعِبادته ودِينِه حتَّى لا يُلَبِّسَ عليه أيُّ أحدٍ.
• قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ" [أخرجه البُخارِيُّ (٥٠٠٢)، ومُسلِمٌ (٢٤٦٣) باختلافٍ يسيرٍ].
• مِمَّا يُبتَلَى بِه طالب العِلم أيضًا العمل بالعِلم.
• قال ابن الأعرابي: "لا يُقال للعالِم رَبَّاني حتَّى يكون عالِمًا مُعلِّمًا عامِلًا" [«فتح الباري» (١٦٢/١)].
• عن عبد الرَّحمـٰن بن مهدي قال: سمِعت سُفيان يقول: "ما بلغني عن رسول الله ﷺ حديثٌ قَطُّ إلَّا عمِلتُ به، ولو مرَّة" [«سِيَر أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٢٤٣/٧)].
• قال الإمام أحمد بن حنبل: "ما كتبتُ حديثًا إلَّا وقد عمِلتُ به، حتَّى مرَّ بي أنَّ النَّبِيَّ ﷺ احْتَجَم وأعطى أبَا طِيبَةَ دينارًا، فأعطيْتُ الحجَّام دينارًا حين احْتَجَمْتُ" [«سِيَر أعلام النُّبلاء» للذَّهبيِّ (٢١٣/١١)].
• قال وكيعٌ: "كان الأعمش (سُلَيْمان بن مِهرْان الأَسَدِيُّ) قريبًا مِن سَبْعِين سنةً، لَمْ تفُتْهُ التَّكبيرة الأولى" [أخرجه ابن الجعد في «المُسند» (٧٥٥)، وأبو نعيم في «حِلْيَة الأولياء وطبقات الأصفياء» (٤٨/٥)].
• ماذا نفعل نحن؟! تجدُ دَوْمًا وفي أغلب المساجد الصَّفَّ الأوَّل فيه الشُّيُوخ وكِبار السِّنِّ أنفسهم، يُمسِكُون المصاحف وقد أتَوْا باكِرًا، ثُمَّ تجد الآخرين مَن يُكَبِّر التَّكبيرة الأولى مع الإمام، ومَن يُرَقِّع صلاته... البعض مِمَّن يُحافِظون على الصَّلاة في الصَّفِّ الأوَّل، تجِدهم يتَذَمَّرُون عِند دُخُول شهر رمضان لأنَّ المسجد ولله الحمد يمتلِئ، وجُمُوع المُصلِّين تكثُر فيُزَاحِمُونهم في الصَّفِّ الأوَّل. أقُول المُشكل ليس فيمَن جاء يُصلِّي في رمضان بسبب تَوْبَتِهِ، بل المُشكل فيمَن كان مُحافظًا على صلاتِه في الصَفِّ الأوَّل وهو الآن يتذمَّر، فأنت أدْرَى بمسجد حَيِّكَ، وبوَقتِ امتلائِه بعشر دقائق أو رُبْع ساعةٍ، إذًا في شهر رمضان اذهب مُبكِّرًا عن العادَة بنِصف ساعةٍ مثلًا، وهكذا تُدرِك الصَّفَّ الأوَّل، وإنْ دَعَت الضَّرُورة اذهب بساعةٍ كاملةٍ قبل موعِد الصّلاة، هذه هي المُنافسة على الخيْرات، فلا تَلُم غيرك.
• قال ابن الجَوْزِيِّ: "لقِيتُ مشايِخَ، أحوالهم مُختلفةٌ، يتفاوَتُون في مقاديرهم في العِلم، وكان أنفعهم لي في صُحبته العامل منهم بعِلمه، وإن كان غيره أعلم منه" [«صَيْد الخاطر» (١٥٨)].
• الاعتناء بعد العِلم بالفهم، وهذا هو المُشكل الآن في السَّاحة الدَّعويَّة، فالكثيرُ لا يفهمون المسائل على حقيقتها.
• عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ (الأراضي الصّلبة الَّتي تُمسِك الماء فلا تشربه سريعًا) أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا، وَسَقَوْا، وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ (جمع قاع، وهو الأرض المُستَوِيَّة الملساء الَّتي لا نبات فيها) لَا تُمْسِكُ مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» [أخرجه البُخارِيُّ (٧٩)، ومُسلم (٢٢٨٢) باختلافٍ يسيرٍ].
في آخِر المجلِس وعَدَنا الشّيخ جزاهُ الله خيرًا بأنَّه سيكون له مجالس أخرى إن شاء الله تعالى في العُطلة، حيثِ سيشرح فيها رِسالة "الإخلاص بركة العِلم وسرُّ التَّوفيق" لفضيلة الشَّيخ أبي عبد المُعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالى-.
- اعْتَنَى بضبطها ونقلها بتصرُّفٍ يسيرٍ في الصِّيَّاغة: العبدُ الفقير إلى عَفْوِّ رَبِّه: يَحْيَىٰ أبُو بَكْرٍ -غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-.
يحيىٰ أبو بكر- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 07/11/2024
مواضيع مماثلة
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
» صَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي
» الْقُنُوتُ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مَتَى يَبْتَدِأُ
» مطوية (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
» مَنْهَجُ أهلِ السنَّة والجماعة في مُناصَحةِ وُلَاةِ الأمر فيما صَدَرَ منهم مِنْ مُنْكَراتٍ
» صَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي
» الْقُنُوتُ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مَتَى يَبْتَدِأُ
» مطوية (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
» مَنْهَجُ أهلِ السنَّة والجماعة في مُناصَحةِ وُلَاةِ الأمر فيما صَدَرَ منهم مِنْ مُنْكَراتٍ
منتديات بسكرة السلفية :: المنابر :: عالم الجزائر محمد بن علي فركوس حفظه الله :: تزكيات و ثناءات العلماء و المشايخ على العلامة فركوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:34 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:25 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:15 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» سئل شيخنا العلامة فركوس حفظه الله عن رجلان إختلف في مسألة من مسائل البيوع
الجمعة 25 أكتوبر 2024, 18:16 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن بعض الأشخاص والتجار من خارج ولاية العاصمة، يشترون إقامة لترقيم سياراتهم بال 16 حتى لا يتم عرقلتهم في الحواجز الأمنية.
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:55 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم إدخال الأولاد إلى روضة الأطفال _ فضيلة الشيخ محمد علي فركوس
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:31 من طرف بسكرة السلفية
» فتوى رقم: ١٣٨٨ في حكمِ تأخيرِ ردِّ المالِ الزَّائدِ إلى المُشتري العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 11:12 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن أحد عنده محل لبيع الأكل السّريع.. وقد حدث تسمّم لبعض من أكل عنده، هو يسأل عن تعويضهم.. وهل يعوض في الأيام التي يعملوا فيها بسبب مرضهم ؟!
الإثنين 21 أكتوبر 2024, 14:05 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم جعلِ الصبيّ عقِبَ الإمام الشيخ فركوس حفظه اللّه
الأحد 20 أكتوبر 2024, 16:47 من طرف بسكرة السلفية