أخ يركن شاحنته بصفه دائمة في مكان تابع لحرم المسجد و يشغل هذا المكان و يعرقل حركة سيارات المصلين عند خروجهم من المسجد بعد الفراغ من الصلاة و يحجب حقل الرؤية في عملية ركن السيارات ،علما أنه صاحب الشاحنة رئيس لجنة و جار لهذا المسجد،فما حكم هذا الفعل

السؤال :

احسن الله إليكم شيخنا و نفعنا بعلمكم و متعكم الله بالصحة والعافية، شيخنا أخ يركن شاحنته بصفه دائمة في مكان تابع لحرم المسجد و يشغل هذا المكان و يعرقل حركة سيارات المصلين عند خروجهم من المسجد بعد الفراغ من الصلاة و يحجب حقل الرؤية في عملية ركن السيارات ،علما أنه صاحب الشاحنة رئيس لجنة و جار لهذا المسجد .
شيخنا فما حكم هذا الفعل و جزاكم الله خيرا؟

جواب الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله

كل ما فيه ضرر بالناس يزال كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار و الضرر يزال و كل ما هو ضار في ذات المرء أو الناس أو الحيوان في ماله أو عرضه يمنع و يتبع و إزالته واجبة أما يزيلها هو بنفسه أو بطرق أخرى إذا فيه الضرر بالناس إذ كان الحرم تابع للمسجد منه فحرم المسجد من المسجد اي تابع للمسجد فكيف يستعمل حرم المسجد لمصلحته الخاصة بصفته رئيس لجنة المسجد ؟؟!!! فمكان المسجد يستعمل للمصلحة الدينية لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين رسالته للإعرابي الذي بال في المسجد. قصة الأعرابي الذي بال في المسجد [ أحدِ الأيّامِ وبينما كانَ النبيُّ (محمد) ﷺ جالسًا مع أصحابِه في المسجدِ النبويِّ دخلَ رجلٌ من الأعرابِ كانَ هذا الأعرابيُّ غيرَ مدركٍ لآدابِ المسجدِ فذهبَ إلى زاويةٍ من زوايا المسجدِ وبدأَ يتبولُ عندما رأى الصحابةُ هذا المشهدَ غضبوا وثاروا عليه وأرادوا أن يوقفوه عن فعلتِه لكنَّ النبيَّ (محمد) ﷺ بحكمتِه المعتادةِ قالَ لهم دعوه ولا تقطعوا عليه بوله
بعد أن انتهى الأعرابيُّ من التبولِ طلبَ النبيُّ (محمد) ﷺ منهم أن يحضروا دلوًا من الماءِ ليُسكبَ على مكان البولِ لتنظيفِه وتطهيرِه ثم دعا النبيُّ (محمد) ﷺ الأعرابيَّ إليه بلطفٍ وتحدث معه برفقٍ موضحًا له أن المساجدَ لا تصلح لمثلِ هذه الأفعالِ وإنما هي أماكنُ للصلاةِ وذكر الله وقراءة القرآن] ...فقال له لا تقطعوا له البول .......فقال له هذه المساجد لم تبنى للتبول و الغائط و إنما بنيت لذكر الله و للصلاة ...
المساجد رسالتها للصلاة و الذكر و الذكر شامل لكل الأذكار و الدروس و حلق العلم و حلق حفظ القرآن من الذكر أصالة
و صلاة الجنازة يدخل في الذكر و مثلا قد ينام رجل في المسجد ليقوم للصلاة بنية أنه يأخذ قسطا من الراحة ليستعد للدرس أو الصلاة أو نحو ذلك فنومه هذا صدقة و يتقوى بالشرب أو نحو ذلك للصلاة أو قيام الليل داخل فيه و أما أن يأكل للأكل فقط فهذا لا يجوز أن يتخذ المسجد مطعما و يجوز عرضا لا أصالة مثلا رجل يبين مسألة لأخيه في المسجد فهذا يجوز عرضا أما أصالة مثلا فلا يجوز اتخاذ الدروس داخل المسجد ...فالصحابة رضي الله عنهم بعضهم سبق أن بات ياكل و ينام في المسجد فقد ثبت ذلك عرضا لا أصالة فالحديث يبين أصالة المسجد و هي رسالة الذكر و الصلاة .....و أما الذي يركن شاحنته في حرم المسجد قصد افراغ بضاعة مثلا فلا مانع في ذلك و أما هذا صاحب الشاحنة الذي اتخذ حرم المسجد كمستودع فقد تعدى على حرمة ،فالحاصل أنه إذا كان يضر و يركن شاحنته في مسجد أو اتخذه لنفسه للاستفادة منه كالذي يعطي دروس في مرافق المسجد للتكسب الدنيوي كالدكاكين .
و ريع المسجد المخصصة لطلبة العلم اي عبارة عن اراضي تابعة للمسجد و تعود بالفائدة فتعطي هذه الأموال للطلبة حين تواجدهم لطلب العلم .فالمسجد مكان عام اي مرفق عام أي ملك للجميع فلا يستغل من طرف أشخاص لنيل مصالحهم الشخصية
فهو محل للعبادة و الذين يتخذون المسجد محل دكان مثلا أصحاب العطور الذين يبيعون خارح المسجد ثم بعد انقضاء العمل يدخلون العطور للمسجد مع التواطئ مع بعض مسؤولي المسجد بصفة أو بأخرى فهذا لا يجوز و ليس للمسؤول عن المسجد أن يرخص له ذلك لأنه ليس من حقه و المساجد لم تبنى لهذا .
و العلم عند الله .

القبة الجزائر الجمعة 26 صفر 1446الموافق ل 30 أوت 2024م