استقام بعض إخواننا من صغار السّن، وأرشدناهم إلى حفظ القرآن والمتون .. لنتفاجأ بانكباب القوم عليهم .. فخشينا أن نحدّثهم عن هذه الأمور حتى لا نكون سببا لانتكاستهم؛ لصغر سنّهم ..شيخنا فركوس -حفظه الله-

فوائد وتوجيهات منهجية لشيخنا فركوس -حفظه الله- (الجمعة ٠٦ المحرّم ١٤٤٥ هـ)
س: استقام بعض إخواننا من صغار السّن، وأرشدناهم إلى حفظ القرآن والمتون .. لنتفاجأ بانكباب القوم عليهم .. فخشينا أن نحدّثهم عن هذه الأمور حتى لا نكون سببا لانتكاستهم؛ لصغر سنّهم ..
ج: "ننظر إذا كانت المسألة تحتاج بيانا؛ ممّا يفهمه الصغير والكبير، وليس من شرط ذلك أن يُطنِب ويُسهِب في الكلام ..
يقول: الأصل في المسلم العدالة، وحمله على الصّلاح .. فمن قال أن فيه شيء يأتي بالدّليل، أمّا الكلام الفاضي فلا ..
كنموذج من الأسلوب الدّعوي؛ أن نحمل الناس على الصّلاح، ولا نقبل شيئا دون دليل، أمّا الظنون فلا، وقد حرّمها الله تعالى، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظّن إن بعض الظّن إثم} الآية.
والظّنون هذه كذب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (اياكم والظنّ، فإن الظنّ أكذب الحديث ..) الحديث.
يقول ربّما هكذا أو هكذا .. هذا يكذب، خاصّة إذا كانت له خصال غير طيّبة؛ تجده يحمل الناس على هذا، لأنه هو فيه هذه الطّباع.
يُربّيهم على هذا الأسلوب القرآني؛ الّذي يبيّن أن المسلم يحمل على الصّلاح لا التّهمة، ولا يُحمل على غير الصّلاح .. إلا إذا جاء شيء مُبرَّرٌ؛ ولم يتب منه، وبقي؛ فنعم.
أمّا شيء وهميّ فلا تستطيع أن تؤسّس عليه، وإلا ستفتح المجال، وتحمل النّاس على الظنون ..
يقول: ظاهره سلفي؛ ويمشي مع الإباضي .. لعلّه جاهل، أو مؤوّل .. فنبيّن له، ويرجع، لِمَ نحمله على التّهم ونخرجه عن السلفيّة؟! ..
إن كانت لك قواعد تمشي عليها لا تضِلّ، فتربّي هؤلاء الأولاد على هذه القاعدة، وأن الأصل في الإنسان أنه أمين، وإذا بانت وظهرت فيه الخيّانة نعم.
ومع هذا يمشي الإنسان على حذر، كما قال عمر -رضي الله عنه-: (لست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني).
وإذا احتاج إلى بيان هذا؛ قال أن هذا مخالف للأصل.
نحن لم نوافق من يُجرّحون هكذا فيما مضى، لأنه لم يكن هناك دليل الجرح؛ إنّما هي أوهام، خاصة مع فالح -رحمه الله على كل حال- كان يُجرّح .. إن تكلّمت مع فلان فتدخل معه، يجرّح بالعموم، لم نَمشِ معه في هذا؛ فألحقنا ذاك الوقت بالعيد شريفي، وقال هو مثله.
هكذا لا يبقى أحد؛ لا في الحجاز ولا هنا .. وهنا عندهم حبّ هذا التعرّض لأعراض الناس.
كانوا طلاب علم وذهبوا هكذا ..
لم نكن موافقين، لأن هذا مخالف للأصل، فالأصل حمله كذا، وألّا نحمله على الظنون، وأن نستصحب الأصل هذا؛ وهو العدالة والخيريّة، لأن كل مولود يولد على الفطرة؛ وهي التّوحيد، والخير، فكيف نحمله على الشرّ والتّهمة؟! ..
حتى ولو تحقّقنا، وثبت فيه ذلك؛ ممكن هو لا يعرف أنّه مخالف .. لكن تجد من هذا أنه لا يخبره، ويخاف أن يتوب .. ويرة أنه إذا تاب يذهب مجهوده، لأنه كان يتّبع، ويبحث عن الفضيحة .. وحتى لا يقول له النّاس ها قد تاب ..
الأصل أن تبيّن له أنه على خطأ، وإن بيّنت، وأقمت الحجّة، واستمر على هذا؛ فلا تنصح به، وتهجره وقائيا، أو كليّا، خاصّة إن كان داعيّة؛ ينقل أمورا تخدش في عقيدة النّاس ومنهجهم .. لكن غالبا لا يمشون على هذا الطريق .."