حكم تصحيح مؤلّفات الغير .. كما فُعل في الكشّاف لمّا غيّروا عبارة (الحمد لله الّذي خلق القرآن ...)شيخنا فركوس -حفظه الله-

فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الخميس ٠٥ المحرم ١٤٤٦ هـ)
س: حكم تصحيح مؤلّفات الغير .. كما فُعل في الكشّاف لمّا غيّروا عبارة (الحمد لله الّذي خلق القرآن ...)
ج: أولا: الأصل أن يبقى على ما هو عليه، لأنه داخل في عموم ما يعتقده المؤلّف، فلا نُغيّر، ونقول أن ما يعتقده كذا ..
هو معتزلي؛ لا نستطيع أن نغيّر اعتقاده، إنّما نوضّح للنّاس، ونقول أن هذا جعل القرآن مخلوقا، وكلام الله غير مخلوق، فكلامه تعالى صفة لذاته، وذاته غير مخلوقة.
أمّا التّكلّم فمنه تعالى؛ ومنه لا يكون مخلوقا، والقرآن منه؛ فهو غير مخلوق ..
ليس كما يذهب إليه الأشاعرة من أنّه عبارة عن كلام الله، لا كلام الله، لأنهم يعتقدون معتقد المعتزلة، فينفون عنه تعالى صفة الكلام، ويقولون عن القرآن أنه خلقه في نفس جبريل فنقله.
الأشاعرة شدّوا العصا من الوسط، فهم يُثبتون صفة الكلام؛ لكن من غير حرف أو صوت، فهذا معناه أنّك تنفي الكلام، فالكلام صوت مسموع، لكن هم يقولون بلا صوت .. ويقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله؛ لا كلامه، لأنّه يتكلّم من غير صوت، وهذه عقيدة فاسدة، فالله تعالى كلّم موسى -عليه السلام- وموسى سمعه .. وهؤلاء ينفون الصوت .. وهذا كلام باطل.
لهذا تجد أهل السنّة يتعقّبون مثل هذا الكلام بشدّة، لأن فيه ظلم في التّوحيد، وفي حقّ الله تعالى، فيَردّون هذا الظلم بقوة.
في مثل هذا: يستبقي النّص على ما هو عليه، ولا يُرشِد إلى قراءة هذا الكتاب إلا لمن كان مصونا بمعتقد سليم، وله سياج؛ يعرف به عندما يقرأ أن هذا خطأ، وهو معتقد صاحب الكتاب؛ لا يُغيّر، إنّما هو معتقد صاحبه ..
كيف يفعل عندما يقرأ كلامه في الآيات الأخرى .. كقوله تعالى: {ونودوا أن تِلكُم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون} الآية.
- عند أهل السنة والجماعة: الباء باء السببيّة.
- وعند المعتزلة باء المقابلة.
إذن يُغيّر كل تفسير الزّمخشري؟!
يتركه على ما هو عليه، ويبيّن أنه معتزلي في المعتقد، والإنسان لا يُدعى إلى دراسته إلا بعدما يكون عالما بأحوال هذه المعتقدات؛ الأشاعرة، والمعتزلة، والماتريديّة، وغيرها .. أمّا  إذا لم يكن كذلك نقول: لا يجوز قراءته؛ خشية الفتنة، أو خشية أن ينقل ما قد يراه صحيحا، فيتفشّى ذلك، ويصبح في المجتمع أشياء غير سليمة."