طلّقت زوجتي منذ عام وبعدها أردت إرجاعها وكان بينها وبين شخص آخر عقد ثم فسخت مع انه لم يدخل بها ثم طلقتها مرةً ثالثة تحت تأثير ضغط والداي فهل عقد الرجل الثاني يبطل الطلقة الثانية؟الشيخ فركوس حفظه الله

جديد فوائد الشيخ فركوس حفظه الله | مجلس فجر الأربعاء 11 المحرّم 1446 هـ

السائل :

طلّقت زوجتي منذ عام وبعدها أردت إرجاعها وكان بينها وبين شخص آخر عقد ثم فسخت مع انه لم يدخل بها ثم طلقتها مرةً ثالثة تحت تأثير ضغط والداي فهل عقد الرجل الثاني يبطل الطلقة الثانية؟
ياشيخ وجُلُّ المشاكل بيني وبين هذه الزوجة هما والداي ويقولون لي إذا لم تطلقها لن نسامحك أبدا ؟

الجواب :

أوّلاً الشِّقُّ الأول يتعلق بالوالدين الأصل أن الوالدين إذا كانا لهما الفهم السليم للدّين والرأي الثاقب على نحو ماكان عليه عمر رضي الله عنه أو مِمّا يبرِّران السبب الصحيح الموزون على ميزان الشرع تأتي الأحاديث التي تأمر بالطاعة كما فعل إبراهيم عليه السلام قال : " إذا جاء زوجك قولي له يغير عتبة بيته " فمثل هؤلاء الرجال لهم نظرةٌ سليمة صحيحة لايظلمون ولايعتدون
أمّا إذا كان الوالدان ممكن لا يريدان المرأة الصالحة لأنّ عندهم لربما بناتٌ متبرجات أو يحضرن الأعراس التي فيها الرقص فيأمرنها بالمجيء وتأبى المرأة فتنشأ حساسية بينهم أو يطلبون منها مشاهدة مسلسل مثلاً وقد تنصح أخواته بلبس الحجاب فينقلن هذا الأمر لأب الزوج فيتخذون منها موقفًا أو أمورا أخرى ففي هذه الحال لايستجيب لهم فنحن لانطيعهم في هذا قال تعالى : " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " فإذا لم يبرّروا بشيء علاش نظلموا المرأة

والشق الثاني وهو أنه للمرأة أن تتزوج آخر بعد انتهاء عدّتها فإن عقد عليها عقدا عرفيا ثم طلّقها فتبين عنه مباشرة إن لم يدخل بها حتى وإن حصلت بينه وبينها خلوة صحيحة والصحيح أنها ليست دخولا فيجوز أن يعقد عليها الزوج الأول
وهل إذا تزوجت وذاقت عسيلته وذاق عسيلتها يهدم الطلقتين السابقتين ؟
فيها خلاف ابن عباس وابن عمر يذهبان إلى أنه يهدم وخالفهم عمر بن الخطاب خالف في ذلك وقال أنها تعود إليه بالطلقتين السابقتين
وغالب العلماء رجّحوا مذهب ابن عباس وهو الراجح عندي لكن بشرط الدخول بها فالسائل هنا قال أنه لم يدخل بها الذي تزوجها فيبقى عليه الطلقتين السابقتين

وطلقته الثالثة كانت بسبب ضغط كما يقول
فإذا كان غضب غضبا شديدا ويقول أشياء وإذا ذُكِّر لم يتذكّر فنقول أنّ قلبه كان فاسدًا فيكون تصرُّفه فاسدا وطلاقه لا أثر له ولايزال الزواج قائما

والعلم عند الله .