سُئل الشيخ فركوس صبيحة هذا اليوم المبارك عن المقيم في المدينة هل يصلي الراتبة في البيت أو في المسجد النبوي ؟!

سُئل الشيخ فركوس صبيحة هذا اليوم المبارك عن المقيم في المدينة هل يصلي الراتبة في البيت أو في المسجد النبوي ؟!

فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
"هذا يختلف باختلاف ترجيحه لمسائل السفر، هل مدّة السّفر تبقى إلى أن يعود مالم يتخذ ذلك المكان إقامة له على وجه التأبيد. أم أن مدة السفر 3 أيام... أو غير ذلك..

إذا كان يحدث نفسه بالذهاب فهذا يبقى مسافرا، إذا جاء نيته الاستقرار المؤقت يفوق 3 أيام كما عند مالك فيتم صلاته.. أما عند الشافعي فيرى أنه إذا نوى أربعة أيام فإنه يتم صلاته.. وعند أبي حنيفة خمسة عشر يوما.. فوقها يتم صلاته.. وإذا قلنا يتمّ صلاته بمعنى أنه يصلي الرواتب ووو.

وفيه قول آخر عن أحمد في رواية يبقى على قصره حتى يعود أو يصلي، وراء إمام مقيم أو يتّخذ مكانه مكان استقرار يستوطنه ويبقى فيه..
إذا نوى الاستيطان فهذا يتم.. لكن إذا صلى وراء امام مقيم تبقى محدودة بصلاة الفريضة..
هذا القول أجاب على أدلة الأولين كما استدل مالك على أن النبي خرج لثلاث على أنه يقصر.. إلى أن عاد..
و استدلّ الشافعي بأربع أيام يقصر الى أن عاد..
وأبو حنيفة كما سبق خمسة عشر يوما كذاك..
ردوا على هذا فقالوا أنه ليس في هذه الأحاديث على أنه لو بقي أكثر من تلك الأيام يتم.. بدليل أنه سافر ثلاثة أيام قصر، أربعة أيام قصر، وخمسة عشر يوما قصر.. ويستدلون بآثار الصحابة، وهي كثيرة.. فهذا ابن عمر بقي ستة أشهر في أدرجان منعه الثلج.. بقي يقصر..
كذلك الحديث الذي قال فيه الصحابة للنبي صلى عليه وسلم: قال اللّه:" ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا. الاية.. قال الصحابي الآن أمنّا.. فهل نتم الصلاة .. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم هذه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته.

المدة إذن، الذي أعتقده أنه مادام مسافر ولا ينو البقاء هناك فهو في سفر..

الله جعل في مثل هذه الأحوال جعل فيها قسمين كما في الآية:" يوم ظعنكم ويوم إقامتكم. الآية. يوم سفركم ويوم إقامتكم.
أما الذين استخدموا القياس قسّموها ثلاثية:
فجعلوا المستوطن والمسافر والمقيم.. ثم فعّلوا فيه ما يسمى بقاعدة غلبة الأشباه بمعنى إن بقي يوم أو اثنين فهو أشبه بالمسافر.. وقال بعضهم من أربع فما فوق... وبعضهم قال خمسة عشر يوما قالوا هذا أشبه بالمقيم. الحاصل هذه قسمة ثلاثية..

لا ينظر في المقام الطويل أو القصر مادام نيته عدم الاستقرار في ذللك المكان.. ويجوز للمسافر الذي يصلي منفردا أو إماما أثناء الصلاة إذا جزم أن يقيم ويبقى على سبيل التأبيد.. يجوز له أن يغيّر أمر صلاته.. فإن نوى قصر.. وكنا قد ذكرنا الفرق بين تغيير النية.. وتبديل النية. تغيير النية في صفة الصلاة.. أي منفردا أو إماما، كأن يكون يصلي وحده وجاء أحد.. يغير النية إلى إمام.. فتغيير النية جائز..

إذا أسسنا هذه المسألة على أن قول 3 أيام 4 او 15 .. إن نوى أكثر من هذا. يتم صلاته..
وعلى القول الآخر يقصر.

قال النبيّ خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة، هذا المنطوق.. وهذا الحديث يقصد فيه مسجده صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك حديث أفضل صلاة المرأة في بيتها.. يقصد مسجده ..
فخير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة، فالمكتوبة يصليها في المسجد إن استطاع إلى ذلك سبيلا.. إلا المكتوبة، تدخل فيه كل أمور النفل ما عدا المكتوبة.. مالم يكن تراويح، فجماعة الجماعة أفضل من الجماعة الاخرى.. أو تحية المسجد.. لأنها متعلقة بالمسجد...

أطلت لأن تفصيل هذه المسألة قبل إعطاء الجواب على السؤال يوضّح الأمر جيدا، هذا والعلم عند اللّه "