عندنا إمام في حيّنا يستهزئ باللّحية والجلباب الشّرعيّ والأمور الشّرعيّة... فما حكم الصّلاة خلفه؟ #جواب_الشيخ_فركوس -حفظه الله :

#جديد_مجالس_الشيخ_فركوس..
#السؤال:
السّلام عليكم شيخَنا بارك الله فيكم
عندنا إمام في حيّنا يستهزئ باللّحية والجلباب الشّرعيّ والأمور الشّرعيّة... فما حكم الصّلاة خلفه؟
#جواب_الشيخ_فركوس -حفظه الله :
■لا شكّ أنّ الاستهزاء بالدّين والاستخفاف به لا يختلف العلماء في كفره إن كان حقيقةً يستهزئ وليس تأويلًا بعد الفهم.
■إن كان يستهزئ بالجلباب ويستخفّ بصلاة النّاس أو اللّحية فهذه أمورٌ شرعيّةٌ لا يجوز الاستهزاء بها. فكلّ ما أمر به الله ورسوله فهو داخلٌ في الشّرع، وكلّ أمرٍ هو عبادةٌ. كيف لك أن تستهزئ بالعبادات وأمور الشّرع؟
■فأجمع العلماء بمن استهزأ بأمرٍ من الدّين من شعائر الإسلام فإنه يكفر. ودليله أنهم قالوا: ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ الآية. هذا بعد ما أثبت الله عزّ وجلّ لهم الإيمان فقال: ﴿لا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ الآية.
■فهذا الذي يستهزئ بالدّين والمسلمين... سواءً كان هذا الاستهزاء صدر منه على وجه التّنكيد والاستخفاف وإضحاك النّاس أو بصفة الهزل أو الجدّ فهذه الأمور لا يجوز الاستهزاء فيها.
فقال تعالى في هذه الأمور: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾.
■بل حتى المرء الذي طلق في مجلسٍ واحدٍ أكثر من مرةٍ كما في الحديث أنه أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ طلق امرأته ثلاث تطليقاتٍ جميعًا، فقام غضبانًا ثمّ قال: أيلعب بكتاب الله تعالى، وأنا بين أظهركم؟ (١)
قال تعالى: ﴿الَّطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾.
أو كمن يقول طلقت سبعين مرةً أو غيرها فهذا يدخل في الحديث عندما غضب الرّسول ﷺ.
ذلك الذي في الحديث لم تكن له نيّةٌ يلعب بالدّين ولم تكن فيه نيّةٌ استخفافٍ...
■هذه الأمور لا يجوز الاستهزاء بها. نقول غالبًا الأئمة الذين يستهزئون في أمور الدّين لا يعرفون هذه الأحكام. فعندما يشهدون لا إله إلاّ الله يظنّ أنه ضمن الجنة وضمن الإيمان.
■هناك نواقض الإسلام والإيمان والإخلاص. كلّ ما يعارض شروط الإيمان فهو من نقائضه. الإخلاص يقابله الشّرك، الصّدق يقابله الكذب...
■فالأفضل لهذا الإمام أن يذهب إليه من يقبل منه النّصيحة فيأتيه بالآيات وإجماع العلماء في هذا الباب ويذكّره بما كان يقول ويقول له لم نفهم هذه الآية فنحتاج شرحًا. فيأتيه بالآية... وأنّه لا يوجد فرقٌ بين الهزل والجدّ في هذه الأمور وأنّ الآية لم تُفرّق بينهم.
فيجب الجدّ في أمور الدّين لأنّ الرّسول ﷺ قال: ثلاثٌ جَدّهُنّ جدٌّ وهَزْلُهُنّ جدٌّ: النّكاح والطّلاق والرّجعة (٢).
■البعض يطلق زوجته ويقول أمزح فنقول له ليست لديه رخصةٌ وغيرها من الأمور المتعلّقة بالتوحيد وغيرها فهي أشدّ وأعظم. فأمر العبادات أمر تعظيمٍ وتقديسٍ لله ولشرعه.
القبة يوم٠٣محرم١٤٤٦ه‍ الموافق09جويلية2024 ن