ما توجيهكم لطالب العلم في الفقه .. هل يبدأ بحفظ المتون؟! أو يحفظ آيات وأحاديث الأحكام؟!شيخنا فركوس -حفظه الله-

فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الجمعة ٠٦ المحرم ١٤٤٦ هـ)
س: ما توجيهكم لطالب العلم في الفقه .. هل يبدأ بحفظ المتون؟! أو يحفظ آيات وأحاديث الأحكام؟! ..
ج: "الفقه يرتبط بالفعل مباشرة، بمعنى:
في فقه الأحكام؛ الأحكام هذه تتعلّق بأفعال المُكلّفين، فإن علمه -الحكم- وتعلّمه؛ عمل به، سواء فعلا أو تركا، كالصلاة واجبة، فإن تعلّم هذا أدّاها مباشرة، وهكذا ..
لذلك: فإن الطّريق الّذي يتّخذه البعض؛ وهو الأخذ ابتداء من المذهب، ثم عندما يصبح قادرا على النّظر -إن وُفِّق- يُغيّر أحكاما كان يعتقدها ابتداء.
نقول لا، ابتداء يحاول معرفة الحكم بدليله، لأن غالب المتون، والكتب، والمختصرات؛ ليس فيها أدلّة أو مناقشة .. يأخذ الحكم بدليله، فيكون متّبعا.
إذا كان معه من يُبيّن أدلّة القول، والمرجوح .. من الناحيّة الحديثيّة، وأن هذا صحيح .. فعليه الأخذ بالصّحيح ..
لذلك يختار من الكتب الّتي يذكر صاحبها القول المقرون بدليله.
إن وجد من يذكر الرأي المخالف؛ ويبيّنه، ويفنّده، وينقلك فقط للدّليل الصحيح .. فهذا هو كمال الفقه.
يعرف الحكم بدليله، ويعمل به، ويعرف القول المخالف، وهذا إمّا لحديث ضعيف، أو مؤوّل، أو أنّه يُحمل على غير الأمر الّذي هو عين المسألة .. ويتدرّج، ويزيد، وكلّما زاد علم الحكم بدليله، وإن وصل إلى مرحلة الاجتهاد يصبح ينظر، وينتقل إلى الفقه المقارن، ويطّلع على الأقوال ..
وبعد مرحلة يعزّز فيها نفسه بالأصول .. فربّما يختار رأيا غير الّذي كان عليه من قبل، وهذا الرّأي الّذي كان عليه من قبل مأجور عليه، لأنه عمل به بدليله، والّذي اختاره بعد رصيده العلمي؛ ومناقشة الأدلّة، ومعرفة الحقّ فيها. فله فيه أجر العمل والاجتهاد."