بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وحده و صلي الله و سلم علي من لا نبي بعده
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يجوز للسلفي قراءة الكتب علي العوام في المسجد دون تزكية من العلماء وحاله ليس معروف من العلماء
أبي حافظ وليد الخميري من تونس
و جازاك الله خيرا
الجواب:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أما بعد؛ فإنه لاشك متقرِّرٌ في الإسلام وأصوله -بفضل الله- أنَّ العلم الشرعي وتعليمه للأمَّة إنما هو وظيفة العلماء الربانيين ومَن رَسَخَ من طلابهم على طريقتهم، هذا هو الأصل الـمُعْتَبَر في شرع الله كما أسلفت؛
كقوله تعالى: ((وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ))،
وقوله: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))،
وقوله -ﷺ-: « إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعاً ينتزِعُهُ من العبادِ» ثم بين -ﷺ- كيفية هذا التعلُّم وكيف سبيله وأنه لا يكون إلا بالتلقِّي والأخذ عن العلماء به كما هو مضمون معنى قوله -ﷺ- في ذات الحديث: «ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ» أي خذوا العلم عن أهله العلماء قبل أن يقبضهم ربهم إليه لأن الموت سبيل كل حيٍّ، ثم بَيَّنَ -ﷺ- ما الذي يترتب من الشر والفساد إذا أَهْمَلْنا وفَرَّطْنَا كمسلمين في توجيهه وإرشاده مِن رَبْطِهِ لنا -ﷺ- بالعلماء ورثته -ﷺ- فقال: «حتى إذا لم يُبْقِ عالـِماً، اتخذَ الناسُ رُؤوساً جُهَّالاً، فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ، فضلُّوا وأَضَلُّوا » فهذه عاقبة السوء وشؤم المخالفة لأوامر النبي -ﷺ-: الضلال اللازم والـمُلازِم للمتكلمين والـمُفْتِين بلا علمٍ والمتعدِّي منهم إلى غيرهم من الناس؛
• ولاشك أنَّ الناس من السامعين والسائلين والمستفتين ضَلالُـهم ضلالُ الخطأ من عدم معرفة الحق والعلم والعمل؛ به فهؤلاء جهَّالٌ معذورون لأنهم رجعوا لمن ظنُّوا سلامة مرجعيَّته والواقع خلاف ذلك، نَعَم، من عَلِمَ منهم هذا الواقع ووقَفَ على حقيقة جهل وضلال الـمُنَصِّب نفسه والـمُنَصَّب في العلم والفتيا فإنه وَجَبَ عليه الفرار وعدم الرجوع إليه مطلقاً، بل إِنْ قَوِيَ حذَّر منه سائر المسلمين ليعوا بإذن الله كما مَنَّ الله عليه فوعى.
• أما ضَلالُ المسؤول الـمتصدِّر والمفتي الجهول؛ فإنَّه ضلال المؤاخَذَة ومحلُّ العقاب والفتنة والفساد والشر؛ لأنِّه بعلمٍ تـجرَّأ على حدود الله وقال على الله بلا علمٍ وإن قال بعلمٍ في بعض المسائل!، ذلك لأنَّه أدخَلَ نفسه وحشرها في غير محلِّها ومكانها.
والحامل على هذا التعدِّي والاعتداء والـجرأة عدَّة أسبابٍ منها:
الهوى الـمُرَكَّب مِن حبِّ الشهرة والرياسة والجاه ولَفْتِ النظر والعلوِّ في الأرض، والزعامات الطائفيَّة والحزبيَّة والدعويَّة الـمُخَالِفة للحق، والتقليد الأعمى -في ذلك وغيره-، والعص والدس والاختراق من قبل أعداء المسلمين لإفساد الدين والعباد والبلاد، أو حقد وحسد لأهل الحق، والسعي المشؤوم لمنافستهم والصرف والصد عنهم، وكل ما ذكرتُه من أسبابٍ أشارت إليه بفضل الله نصوص الشرع إما تنصيصاً أو بالتضمُّن والتنبيه؛ وأُمَثِّل هاهنا بمثالين:
(1) قال الله تعالى: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).
(2) وقال -ﷺ-: «مَن طلبَ العِلمَ ليُجاريَ بهِ العلَماءَ أو ليُماريَ بهِ السُّفَهاءَ أو يصرِفَ بهِ وجوهَ النَّاسِ إليهِ أدخلَهُ اللَّهُ النَّارَ» [صحيح الترمذي].
فاليهود لِـحَسَدهم النبي -ﷺ- واصطفاء الله له بخاتم رسالةٍ وكتابٍ نَصَبُوا أنفسهم أدعياء للحق وصَرَفوا من صَرَفوا من المشركين والمنافقين عن دعوة الإسلام فَضَلُّوا وأَضَلُّوا.
والعِبَـر في النصوص وأحكامها وعظاتها وعِبَرُها والقياس عليها بالعِلَّة أو الأَوْلَى والشَّبَه والشمول بعموم النصوص وإطلاقها لا بخصوص أسبابها؛ وعلى هذا تشمل هذه النصوص من نَزَلَت فيه أصالةً وتشمل وتتعدَّى لغيره أيضاً لأجل التشابه والتطابق والأولويَّة ولو تَبَاعَدَ الزمان وتغَيَّرَ عن زمن الوحي إلى يوم القيامة... وللجواب تتمَّة
الشيخ نزار هاشم السوداني حفظه الله
موقع راية السلف
والله ولي توفيق
oct.16.2014
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:34 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:25 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» النُّكَتُ الحِسَانُ مِنْ مَجَالِسِ مَدِينَةِ تُونَان
الخميس 07 نوفمبر 2024, 21:15 من طرف يحيىٰ أبو بكر
» سئل شيخنا العلامة فركوس حفظه الله عن رجلان إختلف في مسألة من مسائل البيوع
الجمعة 25 أكتوبر 2024, 18:16 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن بعض الأشخاص والتجار من خارج ولاية العاصمة، يشترون إقامة لترقيم سياراتهم بال 16 حتى لا يتم عرقلتهم في الحواجز الأمنية.
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:55 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم إدخال الأولاد إلى روضة الأطفال _ فضيلة الشيخ محمد علي فركوس
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 20:31 من طرف بسكرة السلفية
» فتوى رقم: ١٣٨٨ في حكمِ تأخيرِ ردِّ المالِ الزَّائدِ إلى المُشتري العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 11:12 من طرف بسكرة السلفية
» سئل فضيلة الشيخ فركوس عن أحد عنده محل لبيع الأكل السّريع.. وقد حدث تسمّم لبعض من أكل عنده، هو يسأل عن تعويضهم.. وهل يعوض في الأيام التي يعملوا فيها بسبب مرضهم ؟!
الإثنين 21 أكتوبر 2024, 14:05 من طرف بسكرة السلفية
» في حكم جعلِ الصبيّ عقِبَ الإمام الشيخ فركوس حفظه اللّه
الأحد 20 أكتوبر 2024, 16:47 من طرف بسكرة السلفية