: معلم قرآن مرسم، أعمل تحت إشراف إمام مسجد، لا يطعن فيكم، ويعلم بكل ما يجري في الساحة الدعوية، ولكنه لم يصرح بموقفه

من الأجوبة المنهجية للشيخ فركوس وفقه الله
من مجلس الشيخ فركوس حفظه الله
الأربعاء ٢٩ المحرم ١٤٤٥ه‍
السائل: معلم قرآن مرسم، أعمل تحت إشراف إمام مسجد، ولا يتدخل في عملي، أحيانا أستشيره في بعض الأمور
وفي آخر السنة نقوم بتكريم الطلبة في المسجد فأنسق معه في هذا الأمر
وحضوري يقتصر على تسليم الجوائز للطلبة
مع العلم أنه لا يطعن فيكم، ويعلم بكل ما يجري في الساحة الدعوية، ولكنه لم يصرح بموقفه
هل حضوري معه في هذا التكريم فيه مخالفة منهجية؟
الشيخ: كل من ظهر له الحق يجب أن يُبرزه، لا يجوز إخفاء الحق، لأن في إخفائه توسيع لدائرة الباطل... وماذا بعد الحق إلا الضلال
يوجد حق وباطل في كل مسألة من المسائل
إذا لم يكن له رأي في الفتن أو لم يتمخض الصحيح في دينه أو يقول في نفسه أبقى على هذا النحو بعيدا عما يسميه هو فتنة، أو يقول عندما يستتب الأمر ويستقر فيظهر لنا من هو أحق فأستطيع بعد ذلك أن أواصل ألأمر وأنا معهم ولم أدخل في وقت من الأوقات في هذا المعترك إلخ، كل هذه ليست من عمل الحق ومن يسعون إلى نشره وتعزيز جوانبه والعلو بدعاته
الإمام ينبغي عليه أن يتصف بصفات الداعية، ومن صفاته أن يثبت على الحق بعد معرفته وأن يصبر على الأذى مهما كان
ومن صفاته أيضا العدل، فلا يظلم، والذي يخفي الحق ظالم، لأن الله مقت الذين يكتمونه، بل أمر من أوتي العلم أن يبينه ولا يكتمه وأخذ العهد عليه (لتبيينه للناس ولا تكتمونه)...
مادام أنت عندك مهمة إدارية، وينتاب إليك هؤلاء في أمور فإذا صادفت فرصة فبين له أنه يجب أن يقف مع الحق ويظهره
السائل: شيخنا بينت له موقفي ومنهجي في الأحداث الأولى والأخيرة...حتى الطلبة أبين لهم الحق
الشيخ: المشكلة ليست فيك أنت، المشكلة فيه هو، الإمام قدوة ولابد أن يرفع لواء الحق، وإذا لم يعرف الأدلة فيدرس المسألة من جديد.
والحق عليه نور
السائل: مؤخرا لما جاء إليه سائل يسأله عما اتُهمتم به دافع عنك وقال له اتق الله والشيخ فركوس عالم...
الشيخ: نعم، اتهم، ولكن من اتهم هذا أتتركه؟
لازم موقف
هذا المتهِّم لابد أن يوضع في مكانه، ويبين له أنه لا يجوز له أن يتهم إنسانا بأن له أفكارا خارجية
في حين نحن في العشرية السوداء كانوا يمرون علينا فننصحهم، خاصة في القبة،  ليرجعوا إلى الصواب، والحلقات كانت مستمرة ...
السائل: شيخ حضوري للتكريم؟
الشيخ: على كل حال، تكريم الطلبة يجوز، وخاصة الطالب الذي يحفظ القرآن ويعمل به ويكون حجة له لا حجة عليه
لا يحفظ القرآن لقراءته في المقابر أو في الفجائع أو يستدل به في غير موضعه، أو يكون حجة عليه بأن يتخذ مناهج أو مذاهب مخالفة له...
ويبين له ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أكثر منافقي أمتي قراؤها) وكما أخبر عن الخوارج (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن ولا يتجاوز حناجرهم) أي لا ينفذ إلى قلوبهم، يقرؤونه شكلا لا مضمونا
الحاصل، أولا، يجوز له أن يوزع لهم الجوائز ليحفزهم للمزيد من المراجعة لكتاب الله، والملازمة لأحكامه والاستقامة على دينه.
ولا بأس أن يلقي عليهم كلمة ترشيدية ليحسسهم بهذا الجانب...
لأنه يوجد من يأتي من أجل الطعام أو المبيت، وهذا قد حصل في بعض المدارس حتى قلّصوا لهم الوقت...
ثانيا، فرق بين أن يأتي الإنسان إلى موضع جائز توزع فيه الجوائز للطلبة، وهذا من إجلال الله (إكرام ذي الشيبة المسلم، وحافظ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، والإمام العادل)...
لكن في حالة ما إذا حضر -فرضا- إمام توجهه غير سليم أو أحد شخصيات الوزارة صوفي إلخ، وهو أُلزم بذلك، فيوجد فرق بين الأصل الصحيح الذي يقوم به مع تواجد أشخاص كذا، فهذا لا يضره، وبين أن يكون الأصل لا يجوز كبدعة المولد، فلا يشارك فيها لا من قريب ولا من بعيد
إذا كانت خلت من ذلك وجاءه فلا تربطه معه علاقة...
ولا يتخذه صاحبا ولا صديقا ولا يسافر معه ولا يجلس معه في المقصورة إلخ