في حكم بناء مغسل للأموات في المسجد فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس -حفظه اللّه-

الفوائد اليوميّة من المجالس القبيّة والنصائح السلفية من مجلس شيخنا الهمام فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس -حفظه اللّه- ( الثلاثاء ١٠ المحرم ١٤٤٦ هـجري )
- في حكم بناء مغسل للأموات في المسجد -
- السؤال :
- شيخنا حصل نزاع بين مجموعتين في مسجد يريدون بناء مغسل للأموات أمام المسجد ومجموعة أخرى ترفض ذلك خشية الوقوع في البدع والشركيات مع العلم أنّ المسجد مساحته صغيرة ، فما نصيحتكم شيخنا ؟
- جواب الشيخ حفظه الله :
- ننظر أوّلاً إلى رسالة المسجد التي جاء بيانها من خلال كلام النبيّ ﷺ للأعرابي الذي بال على سارية المسجد ، فنهره الصحابة فقال النبيّ ﷺ دعوه يكمل بوله ، حتى لا يقطعه ، ثم أمر بذنوب فيه ماء فصبّه على البول ثم قال لذلك الأعرابي هذه المساجد لم تُبنَ لهذا أي لم تُبنَ للبول ولا للغائط ولا للنجاسات وإنّما - هذا أداة حصر - وإنّما بُنيت للذكر وللصلاة .
• فالصلاة شاملة لجميع الصلوات ، والذكر شامل لجميع الأذكار سواء قراءة القرآن أو أذكار الصباح والمساء أو الأذكار عقب الصلوات ، ويدخل في الذكر مجالس العِلم ، هذه كلها من رسالة المسجد .
• المسجد في الزمن الأول لم تكن فيه بيوت الخلاء ومحلات الوضوء وإنما كانوا ينتابون الى أماكن ، ويتوضئون خارج المسجد . فإن توضأ داخل المسجد فلا بأس عند القائلين بأن القطرات المتساقطة هي من الماء الطهور ولو كان مستعملا ، لا من الإستنجاء ، لذلك لا يضر إن توضأ ، وثبت عن بعض الصحابة أنهم توضئوا داخل المسجد .
• لكن الأمور الأخرى من بيوت خلاء ، الأصل أن لا تكون داخل المسجد. الوضوء خارج محلات الوضوء والإستنجاء خارج المسجد و تبعياتها للمسجد فهذه تتعلق بالصلاة . ولتعلقها بالصلاة جاز ذلك .
• غسل الأموات ، ولا شك أن في غسّل الأموات خاصة الذين من هم كبار في السن و لا يمسكون الغائط ولا البول غسلهم في هذه المحلات التابعه للمسجد نقول هذا لا ينبغي .
• كأنها تتوافق مع النجاسات وتتوافق مع الأوساخ ، لهذا قال . النبيّ ﷺ أن المساجد لم تبن لهذا .
• عندما يُحضرون شيخ كبير بقي مدة كبيرة ربما في غيبوبة أو أجرى عدة عمليات جراحية أو عند وفاته تم خياطته خياطة غير سليمة ثم عندما يغسلونه تخرج السوائل هذا ليس داخل في الطهارة التابعة للمسجد ، هذا لو كان تابع للصلاة نعم ، هذا ذاهب للمقبرة وإن كان يصلى عليه صلاة جنازة نعم هي صلاة ، ولكن يصلى عليه ، و ليس كالصلاة الموجهة لله ، وبالتالي مآله إلى المقبرة فلِم يجعلون مغسلة هناك ؟ .
• والمشكلة أيضا ، غالبا الناس المنحرفين ، تجدهم لا يصلون ويسبّون الدين ويحضرونهم هناك ويقومون بتغسيلهم و يكون ذلك تحت مسؤولية الإمام ، كيف يعمل ؟
• الذي يخرج عن نطاق الإسلام لا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين ، فإن فعلوها هم وأولياؤهم هذا يتعلق بهم يحضرون شخص لا يجوز فيه الغسل والدفن ويقول لك أغسله.
• كما أن ذلك يحدث إختلاطا ، بحيث إذا أحضروا امرأة يجب أن تغسلها امراة و يجب إحداث قاعة خاصة بالنساء وقاعة للرجال خاصة اذا أحضروا ميتين أو ثلاثة كيف تفعل ؟ .حينئذ يجب قاعة من هنا وقاعة من هنا .
• ثم لا تكون هناك حرمة الجميع يدخل و الجميع يخرج ، والأصل أن يدخل فقط المعنيون بالأمر ثم تجد يدخل ناس ويخرج ناس خاصة اذا جاءت جنازة أخرى ينتظرون ليكمل غسل هذا.
• لا يزيدون على أنفسهم الا عبئا لم يأمرهم الشرع به ، أن يجعلوا هذا المكان ممكن مكتبة أو قاعة لحفظ القرآن أو نحو ذلك كان داخلا كما ذكرت آنفا في معنى الحديث الذي سيق لكم وهو قوله صلى الله عليه وسلم إنما بنيت للذكر وللصلاة والذكر شامل للعلم ، شامل للأذكار المعهودة أذكار بعد الصلوات أذكار الصباح والمساء وأيضا مجالس العلم ، هذا كله داخل في رسالة المسجد أصالةً ، الأمور الاخرى التي تكون عرضا تكون عرضا ، إذا أراد أن يشرب الماء أو يرتاح أو كذا هذه تأتي عرضا .
و العلم عند الله.