رجل يريد شراء قارورات فارغة من مادة حافظة يُأتى فيها الخمر من بلاد الكفر ثم يشتريها منهم آخر بعد الإنتهاء منها ويبيعها للأخ الذي يستعملها في تصدير الزيت ؟فضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس-حفظه اللّه-

#جديد_مجالس_العلم_القبية

فضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس-حفظه اللّه- من مجلس يوم الخميس ٠٣ صفر ١٤٤٦ هـجري بالقبة - الجزائر العاصمة

#السؤال :
رجل يريد شراء قارورات فارغة من مادة حافظة يُأتى فيها الخمر من بلاد الكفر ثم يشتريها منهم آخر بعد الإنتهاء منها ويبيعها للأخ الذي يستعملها في تصدير الزيت ؟

#الجواب :
#أولا : التعاون يكون على البر والتقوى وهو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولا وعملا وعقيدة ، وعلى ترك ما حرم الله ورسوله قولا وعملا وعقيدة ، وكل إنسان محتاج إلى هذا التعاون أيًّا ما كان ذكرا كان أو أنثى ، حيث تحصل له السعادة العاجلة والآجلة بهذا التعاون والنجاة في الدنيا والآخرة ، والسلامة من جميع أنواع الهلاك والفساد ..

• أمّا التعاون على الإثم والمساعدة على فعل المعاصي ، والعمل مع أصحابها في الحرام ، وتشجيعهم وحثهم بأي وسيلة على ارتكاب ما حرم الله مثل : الشرك ، والقتل ، والزنا ، والربا ، وأكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك فهذا محرّم ، وقد حذرنا الله عز وجل من ذلك فقال تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الآية .

• فإذا كان يتفق معه ابتداءًا على أن يكون الرجل يشتري هذه الخمور ابتداءا وهو يعلم ثم يأتي ليشتريها منه يكون فيه تعاون و اقرار و رضا على ذلك .. فهذا لايجوز و يقال في كل المعاملات التي بهذه الصفة ..
• مثال : يأتي واحد صاحب أبقار يقول يباع الشعير بعد استخراج مادة خمرية منه وتبقى هذه الأعلاف تباع لأصحاب المواشي هل يجوز للانسان أن يشتري هذه الأعلاف بعد الانتهاء واستخراج البيرة وخمر الشعير منها ؟
• نحن نقول له لا يعين عليها لأن هذه الأموال تستخدم من جديد في صناعة الخمور من الشعير .. فهذا تعاون على الاثم كذلك شراء القارورات ليبيعها ..

• نعم مبدئيا نقول له أن يشتري القارورات من عند الزجاجي الذي يصنع له هذه القارورات سواء في بلده ممّن يصنع أو من خارج بلده كما يفعل بعضهم بقارورات الطيب يشترون حاوية كبيرة يبيع نصفها ويستعمل نصفها والناس تستعمل الطيب ..

• و بعضهم هذه القاروارات يحضرونها من الصين فنقول له أن يجعل الطلبية ويخبؤها عنده أو يرى تاجر يحضر له قارورات مهيأة له ابتداءًا باسعار رخيصة ولا يتعامل مع هذا الشخص لأنه سيفضي للدور بمعنى هذا يشتري بماله و يأخذ المال ثم يشتري به ، سلسلة دائرية و تسمى الدائرة المفرغة ..
• نحن الدائرة المفرغة فيها صورة صحيحة وصورة فاسدة إذا كان فيه صورتان فلا تجتمع المفسدة والمصلحة في مسألة واحدة ولا في أرضية واحدة ولا في مؤسسة واحدة الخ ...

• ولهذا قال ابن القيم لا يجتمع في دار الإسلام مسجد وقبر بمعنى المسجد الذي فيه قبر والطارىء منهما يزال بمعنى إن كان فيه المسجد موجود وأدخل فيه القبر أي حفر له في ساحته القبر لاتجتمع المعصية مع ذكر الله لأنّ القبر سيؤول لعبادته فلا يجتمع شرك وتوحيد وهدى وضلال فلا يجتمع التوحيد مع الشرك والهدى مع الضلال و الطارىء منهما يزال فإن كان الطارىء هو القبر ينقل الى جهة اخرى ويبقى المسجد خاليا من القبر وأمّا إذا بني المسجد على القبر يزال والمسجد الذي بقي على ذلك لم يبن على تقوى من الله ورضوانه لأنه فيه مادة الشرك التي ليس فيها تقوى من الله ورضوانه فلا تجتمع المعصية مع الطاعة ولا يجتمع الحلال والحرام هذا ايضا ففي هذه المسألة يدور مع الخمر والزيت عندما ينتهي يغسل ويبيع ، لو حدث هذا من غير قصد بأن وجد زجاجات في السوق ولا يعرف صاحبها أصلا نعم
• أمّا إن كان يعرف ويشتري ممن يشتري او يستوردها نقول لايعان على ذلك لأنّه فيه إثم واعانة على ذلك ..

- والعلم عند اللّه -