هل على الواحد منا حرج إذا مرّ بٱية من كتاب الله وفتح الله له من معانيها أن يُحدث بذلك أو يدونه ...الشيخ العلامة الإمام محمد علي فركوس -حفظه اللّه-

السؤال الثالث

هل على الواحد منا حرج إذا مرّ بٱية من كتاب الله وفتح الله له من معانيها أن يُحدث بذلك أو يدونه ...

الجواب : قال الشيخ العلامة الإمام محمد علي فركوس -حفظه اللّه- :

" أولا بالنسبة لتفسير ٱي القرآن فلابد أن يكون المُفسر له خلفية علمية تُمكنه من النظر في الٱيات ، والآية التي وقف عندها قبل أن ينظر فيها ينظر مايقوله أهل التفسير فيها، لأنه يمكن أن يكون لها سبب نزول وقد يكونون مختلفين في تصحيحه وتضعيفه وإن كان صحيحا قد يختلفون في المعنى ، أو يكون قد اختلف الصحابة فيها على قولين فلا يجوز احداث قول ثالث
القرٱن فُسر تفسيرات عديدة ، منهم من اهتم بالأمر العقدي ومنهم من اهتم بالجانب الفقهي أو البلاغي ، أو بالنظرة المعتزلية ففسر ٱيات الصفات على هذا النحو وهناك من أدخل فيه قواعد المنطق وغيرها وهذه يجب تجنبها كالزمخشري
ومنهم من جنح إلى تفسير القرٱن على مذاهبهم كالخوارج والشيعة والصوفية فيفسرونها بالتفسير الباطني لأنهم يقولون أن الدين "شريعة وحقيقة"
يقولون أن العلماء يشرحونه الشرح الظاهري ونحن نشرحه بالباطني يقولون هم يأخذونه عن السلسلة الحديثية المعروفة حدثنا عن فلان عن فلان ... أما نحن فنأخذه من الله مباشرة ( حدثني قلبي عن ربي ) ( يقولون نحن نغوص في أعماق البحار وهؤلاء وقفوا على الساحل )
هذه توضع على جنب لأنها لم تكن على ما كان عليه سلف الأمة وهم أهل اللغة والفهم السليم فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكلمهم بكلام يفهمونه ويعرفون مقاصده وقال تعالى (. فإن ٱمنوا بمثل ما ٱمنتم به فقد اهتدوا )
إذن كل من يتكلم في الٱيات لابد له من سلف ( لأن هذه الٱيات تطرق إليها الأولون ) كابن كثير وحتى المعاصرون كأضواء البيان كل واحد يأخذ عمن قبله
وهذه ليست بالنوازل فنقول يُعمل القواعد للانتهاء إلى الحكم المناسب
إذا كان الأمر تكلم فيه الأولون فيجب أن يكون له سلف وقد يكون في المسألة قولان فلا يحدث قولا ثالثا ولا نقول لمن أتى بقول وسط أنه أتى بقول ثالث كمسألة التسمية على الذبيحة مثلا فهناك من قال شرط صحة وهناك من قال واجبة فجاء من لعغدهم وقال بقول وسط جمع بينهم
نعم ، ممكن تكون ٱيات فيها عموم عادات أو معاملات فتدخل فيها مثلا ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) فإذا وُجد شيء صنع جديد فيجوز استعماله فيما يحل
وقد يستدل الانسان على من يمنع الصلاة او الصيام أو الحج بالٱية ( الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله ...) هم ليسوا كفارا لكن فيهم صفات الكفار وهذا كفر عملي وليس اعتقادي
فيستطيع أن يوسع مجرى الحكم
ممكن الان ألعاب كثيرة استحدثت فيمر على الاية ( ولا تأكلوا أموالكم بالباطل ) فيدخلها فيها ويعطي الحكم لهذه الألعاب إذا تضمنت غررا أو ربا أو قمار ..
أو ممكن إذا وجد أنواع جديدة من المخذرات تذهب العقل ووجد لها نفس علة الخمر نعم هذا يستطيع أن ينظر في الٱيات فيحكم بتحريمها..
والعلم عند الله تعالى "

صبيحة الإثنين ٨ صفر ١٤٤٦ ه‍
١٢/٨/٢٠٢٤